للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمامنا كلمات في الآيات:

أن تنفذوا: النفوذ: الاختراق، ونفذ: اخترق. يعني إن استطعتم أن نخترقوا أقطار السموات والأرض.

أقطار السموات والأرض: الأقطار جمع قُطر. والقُطر هو الجانب، أي جوانب وأجواء ومجالات السموات والأرض.

شواظ: اللهب الذي لا دخان فيه. وهذا اللهب من النار، والنحاس المذاب المصهور في النار.

المفسرون على أن هذه الآيات تحدٍّ للإنس والجن، في أنهم عاجزون عن الهرب من ملك الله، والخروج من سلطان الله، والتفلت من قضاء الله. فأينما ذهبوا فهم في أقطار السموات والأرض، وفي ملك الله وسلطانه سبحانه. فإذا ما حاولوا الهرب فإن الله سيحرقهم، بإرسال الشواظ الملتهب الممزوج بالنحاس المذاب.

هذا ما قاله علماء السلف في معنى الآيات، وفي المراد بالسلطان فيها:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تنفذون إلا بسلطان: لا تخرجون من سلطاني. وعن قتادة قال: إلا بسلطان: إلا بمَلَكَة من الله.

وعن ابن عباس قال: الشواظ هو اللهب الذي لا دخان فيه.

وقال: النحاس: هو الصِّفر المذاب.

وقال الإمام ابن جرير في تفسير الآية: " إن استطعتم أن تجوزوا أطراف السموات والأرض، فتُعجِزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا ذلك، فإنكم لا تجوزونه إلا بسلطان من ربكم ".

<<  <   >  >>