وأما السلطان، فقد ذَكَر أنه قد يراد به الحجة والبينة -وهو الذي رجحه- وقد يُراد به الملك والملكة والتمكين من الله - وهو ما نرجحه نحن.
وقال القُمِّي النيسابوري في غرائب القرآن:" هدَّد الثقلين بأنهم لا يستطيعون الهرب من أحكامه وأقضيته. وقال: " السلطان: القوة والغلبة: أراد أنه لا مفر من حكمه إلا بتسلط تام، ولا سلطان، فلا مفر ".
وأبطل الإِمام الشنقيطي في أضواء البيان، أن يكون المراد بالسلطان العلم، من وجوه:
الأول: إن الآية إعلام الله للإنس والجن أنهم لا محيص لهم، ولا مفر عن قضائه، ونفوذ مشيئته فيهم.
الثاني: إن الجن كانوا يطيرون في الفضاء، ويسرقون السمع من السماء قبل البعثة المحمدية. فلو أريد بالسلطان العلم لما كان لذكر الجن فائدة.
الثالث: إن العلم المذكور الذي لا يجاوز صناعة يدوية، أهون على الله من أن يُطلق عليه اسم السلطان.
الرابع: إنا لو سلّمنا أن المراد سلطان العلم فلا يستقيم مع بقية الآيات حيث أتبعه بقوله: {يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ}. وهو يدل على أنهم لو أرادوا النفوذ من أقطارها حرقهم ذلك الشواظ والنحاس ".
ثم من هو الذي يقول إن العلماء الروس والأميركان استطاعوا النفاذ من أقطار السموات والأرض؟ ومن هو الذي يقول إن السفن الفضائية تمكنت من