للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إننا عندما نمعن النظر في الآية، نستخرج منها عدة دلالات:

١ - طاعة الله مطلقة، لأنه تجب له الطاعة دائماً، باعتباره لا يأمر إلا بالخير، ولا ينهى إلا عن المنكر والشر، وهو الحكيم العليم الخبير.

٢ - طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقة كذلك، لأنه الرسول عليه السلام، لا يأمر بمعصية، ولا ينهى عن خير، فهو معصوم بعصمة الله له من الذنوب والمعاصي والأخطاء، وقد جعل القرآن طاعة الرسول عليه السلام طاعة لله، نقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.

٣ - إن طاعة الله وطاعة رسوله مستقلتان، وكلاًّ منهما تكوِّن وحدةً خاصةً، ومجموعةً محددة، فأصبحتا طاعتين وكيانين ومظهرين وحقيقتين، بينهما تداخلٌ واتصالٌ وارتباط، لذلك كرر فعل الأمر فيهما فقال: {أطِيعوا اللهَ وَأَطِيعوا الرَّسول}. فتكرار فعل الأمر يوحي بأنهما طاعتان متكاملتان.

٤ - طاعة أولي الأمر في الآية مقيدة وليست مطلقة، ونأخذ هذا التقييد من صياغة الآية: {أَطِيعوا الله وَأَطِيعوا الرسول وَأولي الْأمْرِ مِنْكُمْ}،

فقد عطف أولي الأمر على رسول الله عليه السلام، فكانت طاعتهم مستمدةً من طاعة رسول الله عليه السلام، ولو كانت طاعتهم مستقلةً مطلقةً عامة لكرر فعل الأمر كما كرره عند الأمر بطاعة رسول الله عليه السلام.

٥ - أولو الأمر في الآية مخصوصون متميزون بصفاتٍ خاصةٍ، منها:

(أ) هم مطيعون لله ومطيعون لرسوله وهم منفذون لأوامر الله، مطبقون لسنة رسوله عليه السلام، وهم يستمدون حقهم على الناس في وجوب طاعتهم من طاعتهم هم لرسول الله.

<<  <   >  >>