للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعاد نبات الأرض رطباً كأنه ... إذا اطردت فيه الرياح

الطيالس

أمطلع تلك الديار فناظر ... إلى أهلها، أم أنت من ذاك آيس؟

وقال مهيار:

إن الذين نسوا برامة عهدنا ... سعدوا وأشقانا به أوفانا

ظعنوا وشبت وما كبرت وإنما سار الشباب يودع الأظعانا

أجد الديار كما عهدت، وإنما ... شكواي أني أفقد الجيرانا

وقال آخر:

أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما من حبي الجدران لكن ... محبة كل من سكن الديارا

وقال عبدة بن الطبيب:

كأن ابنة البكري يوم اجتليتها ... عبيدة مكحول الدامع مرشق

وذكرنيها بعد ما قد نسيتها ... ديار عليها وابل متبعق

وقفت بها والشمس دون مغيبها ... قريباً، فهاج الشوق من يتشوق

قليلاً، فلما استعجمت عن جوابنا ... تعزيت عنها، والدموع ترقرق

فلا الدار تدنيها لنا غير فينة ... ولا حبها عن شاحط النأي يخلق

وقال جرير بن عطية:

لمن الديار ببرقة الروحان ... إذ لا نبيع زماننا بزمان

أصبحت بعد نعيم عيش مونق ... قفراً، وبعد نواعم أخدان

هل رام جو سويقتين مكانه ... أم حل بعد محلنا البردان

هل تؤنسان، ودير أروى دوننا ... بالأعزلين، بواكر الأظعان

راجعت بعد سلوهن صبابتي ... وعرفت رسم منازل أبكاني

وقال النابغة الجعدي:

هل بالديار الغداة من صمم ... أم هل بعهد الأنيس من قدم

أم ما تحيي من ماثل درج الس ... يل عليه، كالحوض منهدم

تسأله العهد وهو عهدك واس ... تجمع من حله، ولم يرم

إنك أنت المخزون في أثر ال ... قوم فإن تنو نيهم تقم

كان بها بعض من هويت ومن ... يلق سروراً في العيش لم يدم

يسألني صاحبي بدائي وقد ... نام عشاء، وبت لم أنم

إن شفائي واصل دائي لشي ... ء واحد وهو أكبر السقم

من عهد ما أورثت حبيبة ... والشر يوافي مطالع الأكم

أكنى بغير اسمها وقد يعلم الل ... هـ خفيات كل مكتتم

مخافة الكاشح المكثر أن ... يطرح فيها عوائر الكلم

وقال الأخطل:

لأسماء محتل بظاهرة البشر ... قديم، ولما يعفه سالف الدهر

يكاد من العرفان يضحك رسمها ... ولكم من ليال للديار ومن شهر

وقال زهير بن أبي سلمى:

قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى، وغيرها الأرواح والديم

لا الدار غيرها بعد الأنيس ولا ... بالدار

لو كلمت ذا حاجة

صمم

دار لأسماء بالغمرين ماثلة ... كالوحي ليس بها من أهلها إرم

[إرم] : أحد

كأن عيني وقد سال التليل بهم ... وعبرة ما هم، لو أنهم أمم

[التليل] : واد

غرب على بكرة، أو لؤلؤ قلق ... في السلك جاربه رباته النظم

وقال امرؤ القيس بن حجر:

عوجاً على الطلل المحيل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذام

دار لهم إذ هم لأهلك جيرة ... إذ تستبيك بواضح بسام

فظللت في دمن الديار كأنني ... نشوان باكره صبوح مدام

وقال النابغة الذبياني:

طال الوقوف على رسوم ديار ... قفر، أسائلها وما استخباري؟

دار تعفت، لا أنيس بجوها ... إلا بقايا دمنة وأوراي

جادت عليها ... فاضمحل رسومها

هزج الرياح بديمة مدرار

دار لمية إذ هم لك جيرة ... هيهات منك منازل الزوار

وقال ذو الرمة، غيلان بن عقبة بن مسعود:

كأن ديار الحي بالزرق خلفة ... من الأرض أو مكتوبة بمداد

إذا قلت: يعفو، لاح منها مهيج ... على الهوى من طارف وتلاد

وما أنا في دار لمى عرفتها ... بجلد، ولا دمعي بها بجماد

إذا قلت بعد النأي يا مي نلتقي ... عدتني بكره أن أراك عواد

وقال أيضاً:

أما والذي حج الملبون بيته ... شلالاً ومولى كل باق وهلك

ورب القلاص البدني تدمي نحورها ... بمكة والساعين حول المناسك

لقد كنت آتي الأرض ما يستفزني ... لها الشوق إلا أنها من ديارك

وقال أيضاً:

<<  <   >  >>