للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا تسأل اليوم الرسوم الدوارس ... بحزوى وهل تدري القفار البسابس؟!

متى العهد ممن حلها، أم كم انقضى ... من الدهر مذ جرت عليها الروامس

ديار لمى ظل من دون صحبتي ... لنفسي مما هيجت لي وساوس

ولم تنسني مياً نوى ذات غربة ... شطون، ولا المستطرفات الأوانس

إذا قلت أسلو عنك يا مي لم يزل ... محل لدائي من ديارك ناكس

وقال المرقش الأصغر، واسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة:

هل بالديار أن تجيب صمم ... لو كان رسم ناطقاً كلم

الدار قفر والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم

(بهذا البيت سمى مرقشاً) .

دار لأسماء التي تبلت ... قلبي، فعيني ملؤها يسجم

بل هل شجاك الظعن باكرة ... كأنهن النخل من ملهم

النشر مسك والوجوه دنا ... نير، وأطراف الأكف عنهم

وقال أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري:

ما أنت للكلف المشوق بصاحب ... فاذهب على مهل فلست بذاهب

عرف الديار وقد سئمن من البلى ... ومللن من سقيا السحاب الصائب

فأراه جهل الشوق بين معالم ... فيها وجد الوجد بين ملاعب

ما كان أحسن هذه من وقفة ... لو كان ذاك السرب سرب كواعب

وقال أيضاً:

كيف أغدو من الصبابة خلوا ... بعد ما أضحت الديار خلاء

قف بها وقفة ترد عليها ... أدمعاً ردها الجوى أنضاء

وقال أيضاً:

قد وقفنا على الديار وفي الرك ... ب حريب من الغرام ومثري

ولو أني أطيع آمر حلمي ... كان شتى أمر الديار وأمري

وقال أيضاً:

أقام كل ملث الودق رجاس ... على ديار بعلو الشام أدراس

فيها لعلوة مصطاف ومرتبع ... من بانقوسا وبابيلا وبطياس

منازل أنركتنا بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس

وقال بيهس بن صهيب بن عامر بن عبد الله بن نائل:

هل بالديار وهل بالقاع من أحد ... باق فيسمع صوت المدلج الساري؟

تلك المنازل من صفراء ليس بها ... نار تضيء، ولا أصوات سمار

عفت معالمها هوج مغيرة ... تسفي عليها تراب الأبطح الهار

حتى تنكرت منها كل معرفة ... إلا الرماد، وإلا دمعي الجاري

إن أصبح اليوم لا أهل ذوو لطف ... ألهو إليهم، ولا صفراء في الدار

أرعى بعيني نجوم الليل مرتفقاً ... يا طول ذلك من ليل وإسهار

فقد يكون بها الأهل الجميع وقد ... ألهو بصفراء ذات المنظر الواري

كذلك الدهر، إن الدهر ذو غير ... على الأنام، وذو نقض وإمرار

وقال بشر بن أبي خازم، أخو بني والبة بن الحارث:

ديار أقفرت من آل سلمى ... رعى سلمى بحسن الوصل راع

ذكرت بهن من سلمى وداعاً ... فشاقك منهم قرب الوداع

فإن تك قد نأتك اليوم سلمى ... فكل قوى قرين لانقطاع

وقال جرير بن عطية:

ألا حي الديار بسعد إني ... أحب لحب فاطمة الديارا

أراد الظاعنون ليحزنوني ... فهاجوا صدع قلبي فاستطارا

وقال زهير بن أبي سلمى:

غشيت الديار بالبقيع فثهمد ... دوارس قد أقوبن من أم معبد

أربت بها الأرواح كل عشية ... فلم يبق إلا آل خيم منضد

(الآل، جمع آله، وهو عود له شعبتان يعرض عليه عود آخر، ويلقي عليه ثمام يستظل به)

وغير ثلاث كالحمام خوالد ... وهاب محيل هامد متلبد

وقال آخر (ينسب إلى المجنون) :

أهاجك ... أم لا

بالستارين مربع

ورسم بأجراع الغديرين بلقع

ديار لليلى إذ نحل بها معاً ... وإذ نحن منها بالموادة نطمع

فيارب حببني إليها وأعطني ال ... مودة منها، أنت تعطي وتمنع

وإلا فصبرني وإن كنت كارهاً ... فإني بها ياذا المعارج مولع

وفي الصبر عن بعض المطامع راحة ... إذا لم يكن في الشيء ترجوه مطمع

وقد قرع الواشون فيها لك العصا ... قديماً، كما كانت لذي الحلم تقرع

وقال آخر:

بكت للفراق وقد راعها ... بكاء الحبيب لبعد الديار

كأن الدموع على خدها ... بقية طل على جلنار

وقال آخر:

إن جرى بيننا وبينك عتب ... وتناءت منا ومنك الديار

<<  <   >  >>