للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقلت له: شلت يمينك خلها ... لمستخبر أو واقف أو مسائل

منازل قوم حدثتنا حديثهم ... ولم أر أجلى من حديث المنازل

وقال آخر:

إذا أنت لم ترع العهود لمنزل ... فلست براع عهد أهل المنازل

ولا سيما دار ولدت بربعها ... وكنت بها جذلان في خير آهل

وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

هاج ذا القلب منزل ... بالبليين محول

غيرت آيه الصبا ... وجنوب وشمأل

فلئن بان أهله ... لبما كان يؤهل

قد أرانا بغبطة ... فيه نلهو ونجذل

وقال جرير بن عطية بن الخطفي:

ذم المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأقوام

ضربت معارفها الروامس بعدنا ... وسجال كل مجلجل سجام

ولقد أراك ... وأنت جامعة الهوى

يثنى بعهدك

خير دار مقام

فإذا أتيت على المنازل باللوى ... فاضت دموعي غير ذات نظام

وقال أبو حية النميري:

ألا حييا قصراً رسوم المنازل ... بسلان سلمانين أو ميث عاقل

خلت من أنيس صالحين فأصبحت ... مراداً لوحدان النعاج الخواذل

بما قد أرى الحي الجميع بغبطة ... بها، والنوى قطاعة للوسائل

وقال أيضاً:

أأبكاك رسم المنزل المتقادم ... بأمراش أقوى من حلول الأخارم

(أمراش) : موضع:

فأمرت به عيناك لما عرفتها ... بمبتدر نظم الفريدين ساجم

لعرفانك الربع الذي صدع العصا ... به البين صدعاً ليس بالمتلائم

فقد كنت أدرى أن للبين صيحة ... على الحي في يوم لنفسك ضائم

وقال الراعي، وهو عبيد بن حصين النميري - وكان قومه ارتحلوا، فصار بعضهم إلى العراق، وبعضهم إلى الشام:

تذكرت فاستبكاك رسم المنازل ... بقارة أقوى أو بسوقة حائل

خلت من جميع ساكن وتبدلت ... ظباء السليل بعد خال وجامل

ذكرت بها من لن أبالي بعده ... تفرق حي في النوى متزايل

وإن امرأ بالسيف أكبر همه ... وبطنان ليس الشوق عنه بغافل

وقال جرير بن عطية:

شعفت بعهد ذكرته المنازل ... وكيف تناسى الحلم والشيب شامل

لعمرك لا أنسى ليالي منعج ... ولا عاقلاً، إذ منزل الحي عاقل

فيا حبذا أيام يحتل أهلها ... بذات الغضا والحي في الدار آهل

وإذ نحن أُلافٌ لدى كل منزل ... ولم تتفرق للطيات الحمائل

وقال أيضاً:

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلاً ... بالدار داراً، وبالجيران جيرانا

نهدي السلام لأهل الغور من ملح ... هيهات من ملح بالغور مهدانا

أحبب إلي بذاك الجزع منزلة ... بالطلح طلحاً وبالأعطان أعطانا

روى أن أبا عمرو بن العلاء - رحمه الله - غاب عن البصرة عشرين سنة، ثم عاد فجلس مجلسه في الجامع، ففقد إخوانه وأصحابه الذين كانوا يقعدون إليه، فبكى، وأنشأ يقول:

يا منزل الحي الذي ... ن تفرقت بهم المنازل

أصبحت بعد عمارة ... قفرا تهب بك الشمائل

فلئن رأيتك موحشا ... فبما رأيت وأنت آهل

وقال عدي بن الرقاع العاملي:

هل أنت منصرف فتنظر ما ترى ... أبقى الحوادث من رسوم المنزل؟!

دار بإحدى الرجلتين كأنها ... قد عفيت حججاً، ولما تحلل

فسقيت من دار ... وإن لم تسمعي

أصواتنا

قطر الربيع المسبل

قد كان أهلك مرة لك زينة ... فاستبدلوا بدلاً ولم تستبدلي

فابكي إذا بكت المنازل أهلها ... معذورة، وظلمت إن لم تفعلي

أهلاً كراماً لن يحلك مثلهم ... في ذا الزمان ولا الزمان المقبل

وقال أيضاً:

لمن المنازل أقفرت بعباء؟ ... لو شيت هيجت الغداة بكائي

لولا التجلد، واعترافي أنه ... لا قوم إلا عقرهم لفناء

لرثيت أصحابي الذين توجهوا ... ودعوت أخرس لا يجيب دعائي

وفراق ذي حسب وروعة فاجع ... داويته بتجمل وعزاء

ليرى الرجال الشامتون صلابتي ... وأكف ذاك بعفة وحياء

وقال البحتري:

منازل أضحت للرياح منازلاً ... تردد فيها بين نؤي ورمدد

شجدت صاحبي أطلالها فتهللت ... مدامعه فيها، وما قلت: أسعد

<<  <   >  >>