للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جنيت على نفسي بنفسي جناية ... فأثقلت ظهري بالذي شب من ظهري

عداد الثريا مثل نصف عدادهم ... ومن نسله ضعف الثريا من يثرى؟!

وأخشى الليالي الغادرات عليهم ... لأن الليالي غير مأمونة الغدر

ولي منك إقطاع قديم وحادث ... تقلبت منه تحت ظلك من عمري

وما أنا بالممنوع منه، ولا الذي أخاف عليه منك حادثة تجري

وكلنني أبغية ملكاً مخلداً ... خلود القوافي الباقيات على الدهر

والقصيدة طويلة ما اقتضى التأليف ذكرها بأسرها، فلماس معها معز الدولة أمر بإحضار شهود أشهدهم بتمليكه أبا الفتح الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة ضيعتين من أعمال حلب ومنبج، فأثرى، وحسنت حاله، وعمر بحلب داراً عند حمام الواساني، وكتب على إزار روشنها:

دار عمرناها، وعشنا بها ... في نعمة من آل مرداس

قوم محوا بوسي ولم يتركوا ... علي للأيام من باس

قل لبني الدنيا: ألا هكذا فليفعل الناس مع الناس

وقال ابن نباتة:

يا دار بين الرقتين وبابل ... شقت عليك من السحاب جيوب

وأطاع تربك وابل متعمد ... من أن تزعزعه صباً وجنوب

يا حبذا ماء الفرات لو أنه ... يشفي غليل الشارب المشروب

وقال آخر:

سقى الله داراً لي، وأرضاً تركتها ... إلى جنب داري معقل ويسار

أبو مالك جار لها، وابن برثن ... "فيالك جاري ذلة وصغار"!

وقال آخر:

إن جار السوء حمل فادح ... فاستعذ بالله من سوء الجوار

ما لجار السوء عندي حيلة ... في جميع الأرض إلا بيع داري

وقال عيسى بن القاشي في دار إسماعيل بن بلبل:

أيا داراً تفيض بكل خير ... وفيها كل شهوات المريض

ترقى في السماء ولا تملي ... فكم أبصرت مثلك في الحضيض

وكوني كيف شئت، فأنت عندي ... وعند الناس من دور القبوض

وقال آخر:

إنا رأينا حجاباً منك أغرضنا ... فلا يكن ذلنا فيه لك الغرضا

اسمع مقالي، ولا تغضب علي، فما ... أبغي بنصحك لا مالاً ولا عرضا

في هذا الدار، في هذا المكان على ... هذا السرير رأيت العز فانقرضا

وقال علي بن بسام في أبيه، وقد عمر له داراً:

شدت داراً خلتها مكرمة ... سلط الله عليها الغرقا

وأرانيك صريعاً وسطها ... وأرانيها صعيداً زلقا

وقال أبو الهندي:

ولو أن لي داراً يحل دخولها ... لمتعتكم بالعزف فيها وبالخمر

ولكنني في دار سوء كأنها ... بقية ناووس على ساحل البحر

أؤدي إلى من عجل الله موته ... لأدفنه فيها ثلاثين في الشهر

وقال آخر:

جمال الدار بالإطعا ... م، لا بالفرش والنقش

وما للدار من فضل ... ولو شيدت إلى العرش

وقال معاوية بنقرة المنقري:

إذا خفت من أمر فواتاً فوله ... سواك وعن دار الأذى فتحول

فما المرء إلا حيث يجعل نفسه ... ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل

وقال ابن سارة المغربي:

مقام حر بدار هون ... عجز لعمري من المقيم

ارحل فإن لم تجد كريماً ... فمن لئيم إلى لئيم

قال بعضهم: اجتزت بباب دار، وإذا لها حش مفتوح، وفيه كساح، وهو يترنم:

وإياك والسكنى بدار مذلة ... تعد مسيئاً فيه إن كنت محسنا

ونفسك فأكرمها فإن ضاق مسكن ... عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا

قال: فاطلعت عليه، وقلت: وهل فوق ما أنت عليه منزلة للهوان؟ فقال: نعم مسألة سفلة الناس أهون مما أنا فيه، وأنا أغنى الناس، قال: فأفحمني وأعجبني.

وقال آخر:

إذا قل إنصاف الفتى لصديقه ... على غير معروف فلا لوم في الهجر

وما الناس إلا منصف في مودة ... وإلا معين للصديق على الدهر

وإن مقام الحر في دار ذلة ... ليصرف عنه الفقر شر من الفقر

وقال ابن المعتز:

إني غريب بدار لا كرام بها ... كغربة الشعرة السوداء في الشمط

ما أطلق العين في شيء تسر به ... ولست أبدي الرضى إلا على سخط

وقال بعض العرب في امرأته:

سقى الله داراً فرق الله بيننا ... وبينك فيها وابلاً سبل القطر

<<  <   >  >>