للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونظم بعضهم ذلك فقال:

عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِه ... وَكَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ

وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِه ... يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ

وَهْوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِه ... مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ

وإذا كان الله قد حباك أيها الإمام نعمة الصوت الحسن، فاشكر الله عليها بالتواضع، وكثرة حمده، وشكره، والثناء عليه، فهو من حباك الصوت الحسن، ويسر لك حفظ القرآن، وهو قادر على أن يسلبك هذه النعمة في طرفة عين.

و «من امتُحِن بالعُجْب فليفكر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه أتم الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا، وأول ذلك أنه ضعيف العقل جاهل، ولا عيب أشد من هذين؛ لأن العاقل هو من مَيَّز عيوب نفسه فغالَبَها وسعى في قَمْعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه، إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأنه يقدِّر أن عيوبه خصال،

<<  <   >  >>