للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفتح المصحف، وإغلاقه، وحمله، وتفوته سنة وضع اليدين على الصدر، ويكون منه حركة بصرية كثيرة؛ لأن عينيه تجول في الصفحات؛ ولهذا ذهب بعض العلماء إلى بطلان صلاة الإنسان إذا قرأ من المصحف، والصحيح أن الصلاة لا تبطل، لكن لا شك أن متابعة الإمام في المصحف إذا لم يكن هناك حاجة مكروه، أما لو كان الإمام محتاجًا إلى من يتابعه لكونه ضعيف الحفظ فطلب من أحد المصلين أن يتابعه ليقرأ عليه إن أخطأ، فإن ذلك لا بأس به» (١).

- المسألة الثالثة: حكم تكرار الآيات في التراويح:

جاء عند النسائي عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه قام بآية حتى أصبح: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:١١٨]» (٢).

وجاء عن تميم الداري - رضي الله عنه - أنه كرر آية حتى أصبح، وهي قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:٢١] (٣).


(١) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (١٤/ ٢٣٨).
(٢) أخرجه النسائي (٢/ ١٧٧) رقم (١٠١٠)، وابن ماجه (١/ ٤٢٩) رقم (١٣٥٠)، والحاكم (١/ ٣٦٧) رقم (٨٧٩)، وقال: «حديث صحيح، ولم يخرجاه». قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ١٥٩): «إسناد صحيح رجاله ثقات».
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٢٤) رقم (٨٣٧٠)، والطبراني في الكبير (٢/ ٥٠) رقم (١٢٥٠)، وجميع رجال سند الأثر ثقات إلا حصين بن عبد الرحمن، فإنه ثقة، تغير حفظه في الآخر.

<<  <   >  >>