للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رحمه الله -: «اختلفت الرواية عن أحمد في التعقيب في رمضان» (١).

وقد رجَّح شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله - الكراهة، فقال: «القولُ الرَّاجحُ: أنَّ التَّعقيب المذكور مكروه، وهذا القول إحدى الرِّوايتين عن الإمام أحمد - رحمه الله -، وأطلق الروايتين في (المقنع) و (الفروع) و (الفائق) وغيرها، أي: أنَّ الروايتين متساويتان عن الإمام أحمد، لا يُرَجَّح إحداهما على الأخرى. لكن لو أنَّ هذا التَّعقيبَ جاء بعد التَّراويح وقبل الوِتر، لكان القول بعدم الكراهة صحيحًا، وهو عمل النَّاس اليوم في العشر الأواخر من رمضان، يُصلِّي النَّاس التَّراويح في أول الليل، ثم يرجعون في آخر الليل، ويقومون يتهجَّدون» (٢).

والمقصود أنه لا كراهة في الاستزادة من صلاة القيام آخر الليل لمن لم يوتر أول الليل، والخلاف فيمن أوتر أول الليل هل له أن يستزيد بعد ذلك أم لا؟

الذي يترجح لي جواز ذلك بلا كراهة، وحديث ابن عمر مرفوعًا: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» (٣)، يحمل على الندب والاستحباب، لا على الحتم والإيجاب، كما قال بذلك عددٌ من الفقهاء (٤).


(١) المغني (٢/ ١٢٥).
(٢) فتح الباري (٩/ ١٧٥).
(٣) أخرجه البخاري (٢/ ٢٥) رقم (٩٩٨)، ومسلم (١/ ٥١٧) رقم (٧٥١).
(٤) ينظر: الدر المختار (١/ ٣٦٩)، الفواكه الدواني (١/ ٢٠١)، المبدع (٢/ ٢٣).

<<  <   >  >>