في هذا المبحث سطور وحروف منقوشة بمداد الحب لأئمة التراويح، الذين اختارهم الله لحمل هذه الرسالة العظيمة، والمهمة الجسيمة، فمَكَّنَهُم من إقامة هذه الشعيرة، وجعلهم للناس قدوة، وشرَّفَهم بحمل كتابه بين جنبات قلوبهم؛ فأنار بصائرهم بالقرآن.
هي مباحث في بعض أحيانها جوانب قلبيةٌ دقيقة يدركها من وفَّقَه الله لطلب صلاح قلبه واستحضار عظم الأمانة وإدراك جمال الغاية ونبل المقصود.
وفي أحيانها الأخرى معالجةٌ لواقعٍ يكثرُ في بعض الصور ويقل في غيرها، فهي تحتاج منك - أيها الإمام الموفق - إلى وقفات وتأملات.
جُمِعَت هذه الإشارات لتُعنى بجوانب خاصة من النفس البشرية وما يعتريها ويطرأ عليها من مداخل وخطرات قد لا ينجو منها أحد إلا بتوفيق الله ثم مجاهدة النفس وفهم خصائصها وسبر أغوارها.
فبين يديك أخي شذرات أخاطب بها نفسي وإخوتي الأئمة الذين شرفهم الله وجعلهم لعباده قدوة يأتمون بهم في أعظم المواقف، قيامًا بين يدي خالقهم، وعلى قدر شرف المنزلة تعظم المسؤولية.
فاجعل هذه الشذرات محلّ عنايتك، واستجمع لها فكرك، وليهنكَ مقامُ الإمامة، فيا سعادة إمام جمع أسباب التوفيق وأدرك