للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنشره في أي سنٍّ كان، كمالك والشافعي وغيرهما، ومتى خشى عليه الهرم والتخليط أمسك عن التحديث، وينبغي أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه وعلمه وغير ذلك، وقيل: لا يحدث في بلد فيه من هو أولى منه، وإذا طلب منه ما يعلمه عند أولى منه أرشد إليه؛ لأن الدين النصيحة، ولا يمتنع من تحديث أحد لعدم صحة نيته؛ فإنه يُرجى [له] (١) تصحيحها، وليحرص علي نشره، ويبتغي جزيل أجره، وإذا أراد حضور مجلس التحديث تطهر وتطيب وسرَّح لحيته، ثم يجلس متمكناً بوقار، فإن رفع أحد صوته زبره.

رُوِى ذلك كله عن مالك رحمه الله، وكان يكره أن يحدِّث في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل، ويقبل (٢٣/ب) على الحاضرين كلهم إذا أمكن، ولا يسرد الحديث سرداً لا يدرك بعضهم فهمه، ويفتتح مجلسه ويختمه بتحميد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاء يليق بالحال، وينبغي للمحدِّث العارف عقد مجلس لإملاء الحديث وأنه أعلى مراتب الرواية.

النوع السادس:

في آداب طالب الحديث (٢).

يجب عليه تصحيح النية وتحقيق الإخلاص، ويبتهل إلى الله تعالى في التوفيق والتيسير، ويأخذ نفسه بالأخلاق المرضية والآداب السنية.

فعن سفيان الثوري (٣): ما أعلم عملاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد الله به.

واختلف في الزمن الذى يصح فيه سماع الصبي، فقيل: خمس سنين، وقيل:


(١) - من (ب).
(٢) - من "الخلاصة في معرفة الحديث" للطيبي (صـ ١٧١ - ١٧٣)
(٣) - أخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (صـ ٣٠٩ رقم ٤٧٠)

<<  <   >  >>