للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معناه: أن عاقبة كذبه يصير إلي الإضلال به، كقوله تعالي " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً "، ونظائره في القرآن وكلام العرب أكثر من أن يحصر، وعلى هذا يكون معناه: فقد يصير عاقبة أمر كذبه إضلالًا.

وعلى الجملة فمذهبهم أردى من أن يعنى بإيراده، وأفسد من أن يحتاج الى إفساده.

هذه الجملة أيضاً [من] (١) شرح صحيح مسلم للإمام النواوي.

المسألة الرابعة:

رويناه في شرح صحيح مسلم (٢): يحرم رواية الحديث الموضوع، إذا علم أو غلب على ظنه وضعه، فمن روى حديثاً علم أو ظن وضعه ولا يبيّن حال روايته، فهو داخل في هذا الوعيد، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل عليه أيضاً الحديث الذى خرجه مسلم (٩/أ) في صحيحه: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.

المسألة الخامسة:

روينا في شرح صحيح مسلم (٣): قال العلماء: ينبغي لمن أراد رواية حديثٍ [أو ذكره] (٤) أن ينظر إن كان صحيحاً أو حسناً، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا أو نحو ذلك من صيغ الجزم، وإن كان ضعيفاً فلا يقول: قال أو فعل أو أمر أو نهى،


(١) - ساقط من (أ).
(٢) - (١/ ٧١).
(٣) - الموضع السابق.
(٤) - من شرح صحيح مسلم.

<<  <   >  >>