للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - لم يرد في كلام ابن معين ما يفهم منه بأنه يروي عن يزيد بن أبي حبيب، أو رواية جرير بن حازم عنه.

وهذا على خلاف صنيع الإِمام المزي -رحمه الله - حيث أثبت أن الثاتي هو نفسه الذي يروي عنه جرير بن حازم، كما في "تهذيب الكمال" (١).

٣ - وقد فرّق بين الثاتي والمدني كل من الحافظين: العراقي في "الذيل على الميزان" (٢)، وابن حجر في "اللسان" (٣)، وأوردا في ترجمة الثاتي عن الخطيب في "المتفق" عن الجعابي قوله: لا أعلم أحدًا حدث عنه غير جرير بن حازم. أهـ.

وبذلك يتضح وهم ابن عدي، ومن بعده الذهبي في جعل قول ابن معين في الراوي عن يزيد بن أبي حبيب، والذي يروي عنه جرير بن حازم.

والصواب أن تضعيف ابن معين في إبراهيم المدني لا في الثاتي كما بيناه آنفًا.

هذا، ثم وجدت أبا حاتم الرازي -رحمه الله -قال- كما في "الجرح والتعديل" (٤) -: إبراهيم بن يزيد المرادي، وهو مغربي، أبو خزيمة، صاحب ربيعة الرأي، سكن مصر، روى عنه معاوية بن صالح. أهـ.

ثم روى عن إسحاق بن منصور، عن ابن معين قوله: أبو خزيمة ثقة. أهـ.

وأنا لا أدري هل قول ابن معين هذا هو في صاحب الترجمة أم أنه في غيره؟ وذلك؛ لأنه لم ينص مَن ترجم للثاتي أنه مرادي.

وأما قول أبي حاتم بأنه: مغربي، فهذا دليل صريح على التفرقة بينهما؛ لأن ثات -وهو ما ينسب إليها صاحب الترجمة- قبيلة من حمير، وهي من أصول القبائل؛ نزلت أقصى اليمن.

قاله ابن عبد الحكم، وابن يونس، والسمعاني، في المصادر السابق ذكرها لهم.


(١) (٤/ ٥٢٥).
(٢) رقم (٤٧، ٥٥).
(٣) لسان الميزان (١/ ٢٢١ - ٢٢٢).
(٤) الجرح والتعديل (٢/ ١٤٧).

<<  <   >  >>