للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم أجد دليلاً يرجح تسمية المزّي إياه: يزيد بن عبد الله، فالصواب أنه زيد بن وهب كما جاء منسوبًا في رواية الطبراني.

ولا يقال: إنهما اثنان؛ وذلك لأن مخرج الحديث واحد، وبذلك يتبيّن وهم الإمام الطبراني بالتفرقة بينهما في "الكبير" حيث روى كل حديث على حدة.

ثم اطلعت بعد ذلك على "علل" الدارقطني (١)، فوجدت فيه هذا الحديث، ولكنه من طريق إسحاق بن محمد العرزمي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وزيد بن وهب.

قال الدارقطني: ووهم -يعني العرزمي-، وإنما أراد زيد بن يثيع.

قلت: حكم الدارقطني بتوهيم العرزمي ليس بسديد؛ وذلك لأن زيد بن وهب هو من رواة هذا الحديث، فدلَّ ذلك على عدم وهمه.

وعليه فيكون رواه عن زيد بن وهب اثنان: الحكم بن عتيبة، كما عند الطبراني، وأبو إسحاق السبيعي، كما عند الدارقطني.

وهذا مِمَّا يؤكد -بما لاشك فيه- أن أبا سليمان هذا هو زيد بن وهب.

وأما حاله، فقد وَثَّقَه ابن معين (٢). والله أعلم.

[٦٩٤ - أبو سليمان، عنه محمد بن طحلاء]

قال (٣): وأبو سليمان الذي في إسناد أحمد لا أعرفه ,ولم أر من ترجمه.

قلت: الذي جاء في "مسند" الإمام أحمد (٤): أبو سلمة، لا كما قال الهيثمي -رحمه الله-.

وكذا جاء على الصواب أيضًا في "أطراف المسند" (٥) لابن حجر.

وأبو سلمة هذا هو ابن عبد الرحمن بن عوف، الإمام التابعي المعروف.


(١) (١/ ٢٢٥).
(٢) الجرح والتعديل (٣/ ٥٧٤).
(٣) مجمع الزوائد (١/ ٢٤٨).
(٤) المسند لأحمد (٦/ ٣٢١).
(٥) (٩/ ٤٢٧).

<<  <   >  >>