وكان من دواعي عملي في هذا الكتاب أني وجدت كثيرًا من المشتغلين بعلم الحديث الشريف في هذا العصر يعتمدون على كلام الحافظ الهيثمي -رحمه الله - اعتماد كبيرًا، فمن قال فيه الهيثمي:
لا أعرفه، وما شابهه، سلَّموا لكلامه دون أدنى بحث أو تفتيش وراءه، ثم حكموا على الحديث بالضعف، وجعلوا ذلك سبب علته! والواقع خلاف ذلك، فكم من راوٍ قال عنه الهيثمي: لا أعرفه، أو لم أجد له ترجمة، وهو من مشاهير الرواة، وأكثر من قال فيهم ذلك هم من رواة "التهذيب"، على ما سيراه القارئ الكريم في كتابنا هذا.
والمقصود هنا: أنه لا ينبغي لمن تصدَّى لهذا العلم الشريف الاقتصار على كلام الحُفّاظ المتأخرين، ضاربًا بأقوال الأئمة المتقدمين، عرض الحائط ذاهلًا عن البحث في تصانيفهم؛ بل يجب العناية كل العناية بكتب الأصول، وأمهات كتب التراجم لأئمتنا المتقدمين؛ فإنهم كانوا بالعهد النبوي أقرب من غيرهم، ولطرق الحديث وعلله، ومشافهة المشايخ، وسبر أحوالهم أعلم ممن جاءوا من بعدهم.
[طريقة عملي في هذا الكتاب]
١ - يصرّح الحافظ الهيثمي في كتابه "المجمع" بأسماء الرواة تارة فيقول: "فيه فلان لم أعرفه"، وأخرى لا يصرح بشيء، ويكتفي بالقول:"وفي إسناده جماعة لم أعرفهم". ولا يسمي أحدًا منهم، فقمت -أولاً- بترجمة الرواة الذين صرّح بأسمائهم، ورتبتهم على حروف الهجاء، وجعلتهم القسم الأول من الكتاب مع عزو كل راوٍ إلى موضعه من "المجمع".