(٢٢٥) كشف الْمُشكل من مُسْند أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط
أسلمت بِمَكَّة، وبايعت رَسُول الله قبل الْهِجْرَة، وَهِي أول من هَاجر من النِّسَاء بعد هِجْرَة رَسُول الله. قَالَ مُحَمَّد بن سعد: وَلَا نعلم قرشية خرجت من بَيت أَبَوَيْهَا مسلمة مهاجرة إِلَّا هِيَ، فَإِنَّهَا خرجت وَحدهَا، وصاحبت رجلا من خُزَاعَة حَتَّى قدمت الْمَدِينَة فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة. وَقد ذكرنَا قصَّتهَا، وَكَيف نزل فِيهَا:{فامتحنوهن}[الممتحنة: ١٠] فِي مُسْند الْمسور بن مخرمَة. وَلم يكن لَهَا زوج، فَتَزَوجهَا زيد بن حَارِثَة ثمَّ قتل عَنْهَا، فَتَزَوجهَا الزبير بن الْعَوام ثمَّ طَلقهَا، فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَمَات عَنْهَا، فَتَزَوجهَا عَمْرو بن الْعَاصِ فَمَاتَتْ عِنْده. وَأخرج لَهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيث وَاحِد.
أما قَوْله:" فينمي خيرا " فَكَذَلِك ذكره أَبُو عبيد بِالتَّخْفِيفِ، وَقَالَ: نميت الحَدِيث، بِالتَّخْفِيفِ: إِذا نقلته على وَجه الْإِصْلَاح، ونميته بِالتَّشْدِيدِ: إِذا نقلته على جِهَة الْإِفْسَاد. قَالَ: وكل شَيْء رفعته فقد نميته، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: