للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٩ - / ٢١٤ - وَفِي الحَدِيث الثَّانِي عشر: " الله أكبر كَبِيرا ".

ينْتَصب " كَبِيرا " على وَجْهَيْن: أَحدهمَا على التَّعْظِيم: تَقْدِيره: أعظم كَبِيرا، وَدلّ على الْفِعْل الْمَحْذُوف قَوْله: " الله أكبر " لِأَنَّهُ تَعْظِيم. وَالْوَجْه الآخر: أَن يكون صفة لمَحْذُوف تَقْدِيره: تَكْبِيرا كَبِيرا، وَدلّ على هَذَا الْمصدر قَوْله: " الله أكبر " لِأَن الْمَعْنى أكبر الله تَكْبِيرا. وَقد كثر مَجِيء " كَبِيرا " صفة للمصدر، من ذَلِك قَوْله تَعَالَى: {وعتوا عتوا كَبِيرا} [الْفرْقَان: ٢١] وَمِنْه: {والعنهم لعنا كَبِيرا} [الْأَحْزَاب: ٦٨] على قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْبَاء.

١٩٠ - / ٢١٦ - وَفِي الحَدِيث الرَّابِع عشر: حَلَفت أم سعد لَا تكَلمه أبدا حَتَّى يكفر بِدِينِهِ.

كَانَ سعد رَضِي الله عَنهُ برا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا أسلم قَالَت: مَا هَذَا الدّين الَّذِي قد أحدثت، لتدعنه أَو لَا أكل وَلَا أشْرب حَتَّى أَمُوت فتعير بِي وَيُقَال: يَا قَاتل أمه. فَقَالَ لَهَا: لَا تفعلي؛ فَإِنِّي لَا أدع ديني لشَيْء، فَمَكثت ثَلَاثًا لَا تَأْكُل وَلَا تشرب حَتَّى غشي عَلَيْهَا من الْجهد، فَأَصْبَحت وَقد جهدت، فَقَالَ لَهَا سعد: وَالله يَا أُمَّاهُ لَو كَانَت لَك مائَة نفس فَخرجت نفسا نفسا مَا تركت ديني هَذَا لشَيْء، فَأكلت، فَنزل قَوْله تَعَالَى: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ ٠٠٠} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَإِن جَاهَدَاك على أَن تشرك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم ٠٠} [لُقْمَان: ١٤ - ١٥] أَي لتتخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>