للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَوله: حَتَّى يعتموا. يُقَال: عتم اللَّيْل: إِذا مضى مِنْهُ صدر. وَقَالَ الْخَلِيل: الْعَتَمَة من اللَّيْل بعد غيبوبة الشَّفق. وعتم الْمُسَافِر وأعتم: إِذا سَار فِي ذَلِك الْوَقْت أَو وصل إِلَى الْمنزل.

وأسفر الصُّبْح: أَضَاء وَتبين.

٢١٠ - / ٢٤٠ - وَفِي الحَدِيث السَّادِس عشر: أَن عبد الله رمى بجمرة الْعقبَة من بطن الْوَادي، فَقيل لَهُ: إِن نَاسا يَرْمُونَهَا من فَوْقهَا، فَقَالَ: هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مقَام الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة.

وَفِي تَخْصِيصه سُورَة الْبَقَرَة دون غَيرهَا وَجْهَان: أَحدهمَا: لِأَن مُعظم الْمَنَاسِك وَمَا يتَعَلَّق بِالْحَجِّ فِيهَا. وَالثَّانِي: لطولها وَعظم قدرهَا وَكَثْرَة مَا تحوي من الْأَحْكَام. وَقد خصها رَسُول الله بعجز الفجرة عَن حفظهَا، فَقَالَ: " وَلَا تستطيعها البطلة " وَأمر الْعَبَّاس يَوْم حنين لما فر النَّاس فَقَالَ: " نَاد بأصحاب السمرَة: يَا أَصْحَاب سُورَة الْبَقَرَة " وَيُمكن أَن يكون خص الْبَقَرَة بِالذكر حِين فرارهم لِأَن فِيهَا: {كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة كَثِيرَة} [٢٤٩] وفيهَا: {فهزموهم بِإِذن الله} [٢٥١] ، أَو لِأَن فِيهَا: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [٤٠] وفيهَا: {وَمن النَّاس من يشري نَفسه} [٢٠٧] .

وَفِي هَذَا الحَدِيث رد على أَقوام قَالُوا: لَا يُقَال سُورَة الْبَقَرَة، وَإِنَّمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>