الخارجى الوجودى فَذَلِك لَازم من لَوَازِم مَاهِيَّة الْإِمْكَان لَا يفارقها من حَيْثُ هِيَ فَلَا يكون للممكن حَالَة يقتضى فِيهَا الْوُجُود لذاته فَيكون فِي جَمِيع أَحْوَاله مُحْتَاجا إِلَى مُرَجّح الْوُجُود عَن الْعَدَم لَا فرق بَين الِابْتِدَاء والبقاء
معنى السَّبَب على مَا ذكرنَا منشأ الإيجاد ومعطى الْوُجُود وَهُوَ الذى يعبر عَنهُ بالموجد وبالعلة الموجدة وبالعلة الفاعلة وبالفاعل الحقيقى وَنَحْو ذَلِك من الْعبارَات الَّتِى تخْتَلف مبانيها وَلَا تتباين مَعَانِيهَا وَقد يُطلق السَّبَب أَحْيَانًا على الشَّرْط أَو الْمعد الذى يهيء الْمُمكن لقبُول الإيجاد من موجده وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى قد يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الإبتدء ويستغنى عَنهُ فِي الْبَقَاء وَقد تكون الْحَاجة إِلَى وجوده ثمَّ عَدمه وَمن هَذَا الْقَبِيل وجود الْبناء فَإِنَّهُ شَرط فِي وجود الْبَيْت وَقد يَمُوت الْبناء وَيبقى بِنَاؤُه وَلَيْسَ الْبناء واهب الْوُجُود للبيت وَإِنَّمَا حركات يَدَيْهِ وحركات ذهنه وأطوار إِرَادَته شَرط لوُجُود الْبَيْت على هَيئته الْخَاصَّة بِهِ
وَبِالْجُمْلَةِ فيوجد فرق بَين توقف الْمُمكن على شىء وَبَين استفادته الْوُجُود من شىء فالتوقف قد يكون على وجود ثمَّ عدم كَمَا فِي توقف الخطوة الثَّانِيَة على الأولى فَإِن الأولى لَيست واهبة الْوُجُود للثَّانِيَة وَإِلَّا وَجب وجودهَا مَعهَا مَعَ أَن الثَّانِيَة لَا تُوجد إِلَّا إِذا انعدمت الأولى وَأما استفادة الْوُجُود فتقتضى سبق مَالك للوجود يُعْطِيهِ للمستفيد مِنْهُ وَأَن يكون وجود المستفيد مستمدا من وجود الْوَاهِب لَا يقوم إِلَّا بِهِ فَلَا يسْتَقلّ بِنَفسِهِ دونه فِي حَال من الْأَحْوَال
الْمُمكن مَوْجُود قطعا
نرى أَشْيَاء تُوجد بعد أَن لم تكن وَأُخْرَى تنعدم بعد أَن كَانَت كأشخاص النباتات والحيوانات فَهَذِهِ الكائنات إِمَّا مستحيلة أَو وَاجِبَة أَو مُمكنَة لَا سَبِيل إِلَى الأول لِأَن المستحيل لَا يطْرَأ عَلَيْهِ الْوُجُود وَلَا إِلَى الثانى لِأَن الْوَاجِب لَهُ الْوُجُود من ذَاته وَمَا بِالذَّاتِ لَا يَزُول فَلَا يطْرَأ عَلَيْهِ الْعَدَم وَلَا يسْبقهُ كَمَا سيجىء فِي أَحْكَام الْوَاجِب فهى مُمكنَة فالممكن مَوْجُود قطعا