قَرْيَة أمرنَا مُتْرَفِيهَا ففسقوا فِيهَا فَحق عَلَيْهَا القَوْل فدمرناها تدميرا) أمرناهم بِالْحَقِّ ففسقوا عَنهُ إِلَى الْبَاطِل ثمَّ لَا يَنْفَعهُمْ الأنين وَلَا يجديهم الْبكاء وَلَا يفيدهم مَا بقى من صور الْأَعْمَال وَلَا يُسْتَجَاب مِنْهُم الدُّعَاء وَلَا كاشف لما نزل بهم إِلَّا أَن يلجؤوا إِلَى ذَلِك الرّوح الأكرم فيستنزلوه من سَمَاء الرَّحْمَة برسل الْفِكر وَالذكر وَالصَّبْر وَالشُّكْر إِن الله لايغير مَا بِقوم حَتَّى يُغيرُوا مَا بِأَنْفسِهِم {سنة الله فِي الَّذين خلوا من قبل وَلنْ تَجِد لسنة الله تبديلا} وَمَا أجل مَا قَالَه الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فى استسقائه اللَّهُمَّ إِنَّه لم ينزل بلَاء إِلَّا بذنب وَلم يرفع إِلَّا بتوبة على هَذِه السّنَن جرى سلف الْأمة فَبَيْنَمَا كَانَ الْمُسلم يرفع روحه بِهَذِهِ العقائد السامية وَيَأْخُذ نَفسه بِمَا يتبعهَا من الْأَعْمَال الجليلة كَانَ غَيره يظنّ أَنه يزلزل الأَرْض بدعائه ويشق الْفلك ببكائه وَهُوَ ولع بأهوائه مَاض فى غلوائه وَمَا كَانَ يغنى عَنهُ ظَنّه من الْحق شَيْئا
حث الْقُرْآن على التَّعْلِيم وإرشاد الْعَامَّة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر فَقَالَ {فلولا نفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة ليتفقهوا فِي الدّين ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا إِلَيْهِم لَعَلَّهُم يحذرون} ثمَّ فرض ذَلِك فى قَوْله ولتكن مِنْكُم أمة يدعونَ إِلَى الْخَيْر ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر وَأُولَئِكَ هم المفلحون وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين تفَرقُوا وَاخْتلفُوا من بعد مَا جَاءَهُم الْبَينَات وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَاب عَظِيم يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه فَأَما الَّذين اسودت وُجُوههم أكفرتم بعد أَيْمَانكُم فَذُوقُوا الْعَذَاب بِمَا كُنْتُم تكفرون وَأما الَّذين ابْيَضَّتْ وُجُوههم ففى رَحْمَة الله هم فِيهَا خَالدُونَ تِلْكَ آيَات الله نتلوها عَلَيْك بِالْحَقِّ وَمَا الله يُرِيد ظلما للْعَالمين وَللَّه مَا فى السَّمَوَات وَمَا فى الأَرْض وَإِلَى الله ترجع الْأُمُور ثمَّ بعد هَذَا الْوَعيد الذى يزعج المفرطين وَتحقّق بِهِ كلمة الْعَذَاب على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute