وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كالسلسلة على صفوان .. ، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر .. ، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض .. ، فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء»(١).
ثانياً: التوجيه فيما يتعلق بكتاب أخبار الزمان:
فيجاب على كل ما ورد من الزعم فيه كالآتي:
١ - كتاب أخبار الزمان، ليس لكاتبٍ اسمه إبراهيم بل للكاتب المؤرخ أبي الحسن علي ابن الحسين بن علي المسعودي، وهو مؤرخ توفى عام:(٣٤٦ هـ)، واسم كتابه: كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان، وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران، والكتاب يقع في:(٢٧٨) صفحة فقط.
ولم يتطرق مؤلفه إلى أية نبوءة عن نهاية العالم، ولا وجود لمثل هذه الرواية في صفحاته، بل اقتصرت كل موضوعاته عن رصد التاريخ القديم بمختلف البلدان في العصر القديم، ومدى التقدم الذي فعله الفراعنة في مصر والإسكندرية، كما تطرق إلى العديد من عجائب الزمان والبلدان.
٢ - استخدام الأشهر الميلادية لم يكن معهوداً من قبل الكتاب والمؤلفين المتقدمين في كتاباتهم، وكانت كتاباتهم بالاستخدام الرسمي أي بالأشهر الهجرية محرم صفر وغير ذلك، وبعضهم كان يستخدمها بأسمائها العربية القديمة آذار ونيسان وغير ذلك.
٣ - الأسماء التي تنتهي في اللغة العربية بمقطع: ويه، هي أسماء فارسية في أصلها، مثل سيبويه ونفطويه، والمعنى الراجح لمقطع ويه في الأسماء الفارسية هو بمعنى صاحب، وهذه قاعدة معروفة في الأسماء الفارسية المنظومة بهذا الشكل، ولا يصح تسمية سالوقيه في اللغة بهذا التركيب؛ إذ
(١) رواه البخاري، في كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (١٨)} [الحجر: ١٨]، ح (٤٧٠١)، (٦/ ٨٠).