للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدرك الأعلى فأما الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين، بذنوبهم، ثم يخرجون بشفاعة الشافعين، وبرحمة أرحم الراحمين.

وفي "الصحيحين":

"إن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله".

وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سببٌ لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع؛ وهذا قول الحسن (١) ووهب بن منبه (٢) وهو الأظهر.


(١) هو التابعي الجليل، أبو سعيد الحسن بن يسار البصريّ، الإمام الزاهد الشجاع البليغ. ولد بالمدينة سنة ٢١ هـ وتوفي بالبصرة سنة ١١٠ هـ. وقد حفظت لنا الكتب كثيرًا من أخباره وكلماته السائرة.
(٢) هو وهب بن منبه الأبناوي الصنعانيّ، أصله من أبناء الفرس، يعد في التابعين، مؤرخ يكثر من نقل الإسرائيليات. ولد في اليمن سنة ٢٠ وبها توفي سنة ١١٠ هـ.

<<  <   >  >>