للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله عليك. وهذا يُروى من حديث أنس بن مالك، وزيد (١) بن أرقم، ولكن إسنادهما لا يصح (٢). وجاء أيضًا من مراسيل الحسن بنحوه.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، وإلآله هو الذي يطاع فلا يُعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة وخوفًا ورجاء، وتوكلًا عليه، وسؤالًا منه، ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله إلا الله ﷿، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الآلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه


(١) هو الصحابي الجليل زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاريّ، له تسعون حديثًا. وهو الذي سمع رأس النفاق عبد الله بن أبي سلول يقول: (ليخرجن الأعز منها الأذل) فأخبر الرسول فأنكر عبد الله فأنزل الله الوحي تصديقًا لزيد. غزا مع رسول الله سبع عشرة غزوة. وشهد صفين مع سيدنا عليّ، وكانت وفاته بالكوفة سنة ٦٦ وقيل ٦٨ هـ.
(٢) قلت حديث زيد أشار المنذري في "الترغيب" إلى تضعيفه وآفته محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو وضاع، ما قال الهيثمي (١/ ١٨)

<<  <   >  >>