للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قرن طاعته وطاعة رسوله في مواضع كثيرة.

وقال : "ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار" (١).

هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: اقض ما أنت قاضِ!. ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الآلهي الذي خرَّجه البخاريّ في "صحيحه" وفيه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" (٢). وقد قيل: إن في بعض الروايات: فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش


(١) متّفقٌ عليه من حديث أنس بن مالك .
(٢) حديث صحيح كما حققته في "الصحيحة" (١٦٤٠).

<<  <   >  >>