للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانزعج واضطرب، حتى رأى أصحابُه أن الصخور قد تدكدكت، وبقي على ذلك ساعة، فلما أفاق فكأنه نُشر من قبره.

قول: "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يُحب سواه، فإن الآله هو الذي يطاع، فلا يعصى محبة وخوفًا ورجاءً، ومن تمام محبته محبةُ ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئًا مما يكرهه الله، أو كره شيئًا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول: لا إله إلا الله، وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله، وما أحبه مما يكرهه الله قال الله تعالى: (ذلك بأنهما اتَّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) (١).

قال الليث (٢) عن مجاهد (٣) في قوله: (لا يشركون بي


(١) محمد: ٢٨.
(٢) هو الإمام الجليل الليث بن سعد، إمام أهل مصر في عصره، حديثًا وفقهًا. أصله من خراسان ومولده في قلقشندة، ووفاته في القاهرة، وكان من الكرماء الأجواد، كانت وفاته سنة ١٧٥ هـ.
(٣) هو أبو الحجاج، مجاهد بن جبر، تابعيّ، من شيوخ القراء والمفسرين ولد سنة ٢١ هـ. وتوفي سنة ١٠٤.

<<  <   >  >>