للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد. فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد.

فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله، ورأوه صوابًا.

فإذا عُلم أن عقوبة الدنيا لا ترفع عمن أدّى الشهادتين مطلقًا، بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام، فكذلك عقوبة الآخرة.

وقد ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولًا وما في معناها، كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهريّ (١) والثوري (٢) وغيرهما، وهذا بعيد جدًّا، فإن كثيرًا منها كان


(١) هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبيد الله الزهري المدنيّ، أحد الفقهاء الأعلام المشهورين، قال ابن تيمية: حفظ الزهري الإسلام نحوًا من سبعين سنة. مات سنة ١٢٤ هـ. وعمره ٧٤ سنة.
(٢) هو سفيان بن سعيد الثوريّ، أمير المؤمنين في الحديث، وأحد السادات علمًا وعملًا. قال ابن رجب: وجد في القرن الرابع سفيانيون - أي مقلدون له في الفقه - وهذه الجملة تشير إلى أن المسلمين لم يقتصروا في أي زمان على المذاهب الأربعة. وكانت وفاته سنة ١٦٠ هـ.

<<  <   >  >>