للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا كُنت ذا مالٍ ضنيناً ببذله ... فأنت فقيرٌ حيثُ زلتَ من الأرضِ

وإن كُنت في عيشٍ فليسَ بعيشةٍ ... إذا كنت مشؤوم الخلائق والعرضِ

خاتمة النسخة ف

تمت الأمثال المستخرجة من كتاب كليلة ودمنة وما ضاهاها من أشعار العرب بحمد الله وكرمه وعونه فله الحمد والشكر أبداً وصلى الله على محمد وآله وسلم، أواخر يوم السبت من أواخر شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وستين وثماني مائة سنة وكاتبه إبراهيم بن علي بن يحيى بن محمد بن عيسى بن أسعد المالكي ثم المرادي ثم المذججي غفر الله لوالديه ولأقاربه ولمشايخه في الدين ولجميع المسلمين والمسلمات آمين آمين.

؟ خاتمة النسخة ب

قال أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر اليمني: هذا آخر ما استخرجته من الأشعار المضاهية لأمثال كليلة ودمنة. وكان ذلك في مناف الاربعين وثلاثمائة وحملته إلى المعز في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة إلى المنصورية.

والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً وحسبنا الله ونعم الوكيل.

جدول بالقطع المختارة كما وردت في كليلة ودمنة والأدب الصغير وعيون الأخبار وجاويدان خرد.

ووجدت الناسك قد فكر فعلته السكينة وشكر فتواضع وقنع فاستغنى ورضي فلم يهتم وخلع الدنيا فنجا من الشرور ورفض الشهوات فصار طاهراً وانفرد فكفي الأحزان وطرح الحسد فظهرت منه المحبة وسنحت نفسه عن كل شيء فإن استكمل العقل وأبصر العاقبة فأمن من الندامة ولم يخف الناس فأمن منهم " ك٣٥ ".

وأعلمي أن هذا الجسد ذو آفات وأنه مملوء أخلاطا فاسدة قذرة تجمعها أربعة أشياء متعادية متغالبة تعمدهن الحياة وهي إلى نفاذ. كالصم المفصل أعضاؤه إذا ركبت جمعها مسمار واحد وأمسك بعضها على بعض. فإذا أخذ المسمار تساقطت الأوصال " ك٢٧ ".

يا نفس لا يحملنك ما تريدين من صلة أهلك وأقاربك والتماس رضاهم على جمع ما تهلكين به فإذا أنت كالدخنة الطيبة التي تحترق ويذهب بعرفها آخرون " ك٢٧ -

٢٨ ".

وأنه كالماء الملح الذي لا يزداد الظمآن منه شربا إلا أزداد به عطشاً " ك٣٦ ".

أو كالعظم المتعرق الذي يصيبه الكلب فيجد فيه ريح لحم فلا يزال يلوكه وكلما أزداد له نهشاً زاد كدوحاً حتى يدمي فاه " ك٣٦ ".

وكالكوزة من العسل في أسفلها سم والذائق لها مصيب منها حلاوة عاجلة وفي أسفلها موت زعاف " ك٣٦ ".

وكدودة الأبريسم التي لا تزداد على نفسها لفاً إلا ازدادت تشبكاً ومن الجروح بعداً " ك٣٦ ".

وهي حقيق إلا يغفل عن أمر آخرته والتزود لها، فإن الموت لا يأتي إلا بغتة وليس بينه بين أحد وقت معلوم " ك١٤٢ ".

وكان يقال: إن العاقل إنما يعد أبويه من الأصدقاء ويعد الأخوة من الرفقاء والأزواج إلفا والبنين ذكراً والبنات خصيمات والأقارب غرماء ويعد نفسه فرداً وحيداً " ك٢٣٩ ".

وقيل: ليعد من البقر والغنم من لم تكن همته إلا بطنه وفرجه " ك٤٧ ".

فمن عاش ما عاش غير خامل المنزلة ذا فضل على نفسه وأصحابه فهو وإن قل عمره طويل العمر " ك٤٧ ".

ومن كان عيشه في وحدة وضيق وقلة خير على نفسه وأصحابه فهو وإن طال عمره قصير العمر " ك٤٧ ".

والارتفاع من ضعة المنزلة التي شرفها شديد المؤنة والانحطاط منها إلى الضعة هين يسير. وإنما مثل ذلك كالحجر الثقيل الذي رفعه من الأرض إلى العاتق شاق وطرحه من العاتق إلى الأرض يسير " ك٤٨ ".

وقد قيل: لا يواظب أحد على باب السلطان ويطرح الأنفة ويحمل الأذى ويظهر البشر ويكظم الغيظ ويرفق في أمره إلا خلص إلى حاجته " ع١٩:١ " وقد قالت العلماء: أمور ثلاثة لا يجترئ عليها إلا الأهوج ولا يسلم منها إلا القليل: صحبة السلطان وائتمان النساء على الأسرار وشرب السم للتجربة " ك٥٠ ".

وإنما شبه العلماء السلطان بالجبل الوعر الذي فيه الثمار الطيبة، وهو معدن السباع المخوفة. فالارتقاء إليه شديد والمقام فيه أشد وأهول " ك٥٠ ".

فإن لم يكن هذا فعسى أن يكون من سكرات السلطان؛ فإن منها أن يسخط على من لم يستوجب السخط ويرضى عمن لم يستحق ذلك من غير أمر معلوم. وكذلك قيل: قد غررّ من لجج في البحر وأشد منه مخاطرة صاحب السلطان فأنه خليق وأن هو لزمهم بالوفاء والاستقامة والمودة والنصيحة أن يعثر فلا ينتعش " ك٧٧ ".

ومن ضبب اللؤلؤ والياقوت بالرصاص فليس ذلك بتصغير للياقوت ولكنه جهل ممن فعل ذلك " ك٥٢ ".

<<  <   >  >>