وذو العقل يق الكلام ويبالغ في العمل ويعترف بالزلة ويثبت بالأمور قبل الإقدام عليها ويقبل عثرة عمله بعقله كالرجل الذي يعثر على الأرض وعليها ينهض ويستقيم " ك١٨٣ ".
وفي كتاب دليلة ... العاقل يقل الكلام ويبالغ في العمل ويعترف بزلة عقله ويستقبلها كالرجل يعثر بالأرض وبها ينتعش " ع٢٨١:١ ".
ولا يبلغ البلاء من ذي الرأي مجهود عقله فيهلكه ولا الرخاء ينبغي له أن يبلغ منه مبلغاً يبطره ويسكره ويعمي عليه أمره " ك٢٣١ ".
فأنه ليس أحد ابعد من الخير من اثنين منزلتهما واحدة وصفتهما مختلفة: أحدهما من لا يثق بأحد، والآخر من لا يثق به أحد " ك٢٣١ ".
وإن الكريم لا يكون إلا شكوراً غير حقود، تنسيه الخلة الواحدة من الإحسان الخلال الكثيرة من الإساءة " ك٢٣٢ -
٢٣٣ ".
وأعجل العقوبة عقوبة الغدر واليمين الكاذبة ومن إذا تضرع إليه وسئل العفو لم يعف ولم يصفح " ك٢٣٣ ".
وكان يقال: أعجل الذنوب عقوبة الغدر واليمين الفاجرة وردّ التائب وهو يسأل العفو خائباً " ع١٠٠:٣ ".
إن الغادر لا يجاز له بعذره وإن اخطأه عاجل العقوبة لم يخطئه آجلها حتى تدرك الأعقاب وأعقاب الأعقاب " ك
٢٣٨ -
٢٣٩ ".
فمن كان له عقل كان على إماتة الحقد أحرص منه على تربيته " ك
٢٤٠ ".
... إنما كان ذلك قدراً مقدوراً وكنا له عللاً فلا تؤاخذنا بما أتاك به القدر ... إن أمر القدر لكما ذكرت ولكن ليس ذلك حقيقاً أن يمنع الحازم من توقي المخوف والاحتراس من المحترس منه. ولكنه يجمع تصديقاً بالقدر وأخذاً بالقوة والحزم " ك٢٤١ ".
وفي كتاب للهند: اليقين بالقدر لا يمنع الحازم توقي المهالك وليس على أحد النظر في القدر المغيب ولكن عليه العمل بالحزم ونحن نجمع تصديقاً بالقدر وأخذاً بالحزم " ع١٤٣:٢ ".
وكان يقال: الفاقة بلاء والحزن بلاء وقرب العدو بلاء وفراق الأحبة بلاء والسقم بلاء والهرم بلاء ورأس البلايا الموت " ك٢٤١ -
٢٤٢ ".
وليس أحد أعلم بما في نفس الموجع ممن ذاق مثل ما به " ك٢٤٢ ".
أنه لا خير فيمن لا يستطيع الإعراض عما في نفسه ويميته ويتناساه حتى لا يذكر منه شيئاً ولا يكون له في نفسه موقع " ك٢٤٢ ".
والعاقل لا يخيف أحداً ما استطاع ولا يقيم على الخوف وهو يجد مذهباً " ك
٢٤٣ ".
فأن خلالاً خمساً من تزودهن بلغنه في كل وجه وطريق وقرين له البعيد وآنس له الغربة وأكسبنه المعيشة والإخوان: كف الأذى وحسن الأدب ومجانية الريبة وكرم الخلق والنيل في العمل " ك٢٤٣ ".
وقرأت في كتاب للهند: من تزود خمساً بلغنه وآنسنه: كيف الأذى وحسن الخلق ومجانبة الريب والنبل في العمل وحسن الأدب " ع٢٤:٣ ".
وشر المال ما لا ينفق منه وشر الازواج التي لا تواتي البعل وشر الولد العاصي وشر الاخوان الخاذل لاخوانه وشر الملوك الذي يخافه البريء وشر البلاد بلاد ليس فيها أمن ولا خصب " ك٢٤٣ ".
وقرأت في كتاب للهند: شر المال ما لا ينفق منه وشر الاخوان الخاذل وشر السلطان من خافه البرسء وشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمن " ع٣:١ ".
وربما اتعظ الجاهل واعتبر بما يصيبه من المكروه من غيره فارتدع عن ان يبتلى أحداً بمثل ذلك من الظلم والعدوان " ك٢٧٥ -
٢٧٦ ".
فاصبري من غيرك على نحو ما صبر عليه غيرك منك فإنه قد قيل: كما تدين تدان " ك٢٧٦ ".
وانه من عمل بغير الحق والعدل انتقم منه وأديل عليه.
فان صحبة الاخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشر كالريح إذا مرّت على النتن حملت نتناً وإذا مرت بالطيب حملت طيباً.
وقد قالت العلماء في أشياء ليس لها ثبات ولا بقاء: ظل الغمام وصحبة الاشرار وعشق النساء والثناء الكاذب والمال الكثير.
وفيه " كتاب للهند ": ستة أشياء لا ثبات لها: ظل الغمام وخلة الاشرار وعشق النساء والمال الكثير والسلطان الجائر والثناء الكاذب.
وقيل في أشياء ليس لها ثبات ولا بقاء: ظل الغمام وخلة الاشرار وعشق النساء والنبأ الكاذب والمال الكثير.
وهذا الحزن الذي أنا فيه وتذكري اخواني كالجرح المندمل تصيبه الضربة فيجتمع على صاحبها ألمان: ألم الضربة وألم انتقاض الجرح.
انه من تكلف من القول والعمل ما ليس من شكله اصابه ما اصاب القرد ...
وان الكريم لا يكون إلا شكوراً غير حقود تنسيه الخلة الواحدة من الاحسان الخلال الكثيرة من الاساءة.