فان الرجل ذا المروءة قد يكرم على غير مال كالاسد الذي يهاب وان كان رابضاً. والغني الذي لا مروءة له يهان وان كثر ماله كالكلب الذي يهان وان طوق وخلخل " ك١٤١ ".
والرجل ذو المروءة قد يكرم على غير مال كالأسد يهاب وان كان عقيراً والرجل الذي لا مروءة له يهان وان كثر ماله كالكلب الذي يهون على الناس وان طوق وخلخل " د٣٥ -
٣٦ ".
ما ارى التبع والاخوان والاهل الا مع المال ولا تظهر المروءة والرأي والمودة إلا به فاني وجدت من لا مال له إذا اراد ان يتناول امراً قعد به عنه العدم كالماء الذي يبقى في بطون الاودية عن مطر الصيف فلا هو إلى بحر ولا إلى نهر فيبقى في مكانه لأنه لا مادة له " ك١٣٧ ".
ما التبع والاعوان والصديق والحشم إلا للمال ولا يظهر المروءة الا المال ولا الرأي ولا القوة إلا بالمال " د٣٤ ".
ووجدت من لا اخوان له فلا أهل له ومن لا ولد له فلا ذكر له ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة ومن لا مال له فلا عقل له لأن الرجل إذا اصابه الضر والحاجة رفضه اخوانه وقطع ذوو قرابته وده وهان عليهم واضطرته المعيشة وما يعالج منها لنفسه وعياله إلى التماس الرزق فيما يغرر فيه بنفسه ودينه وهلاك آخرته فإذا هو قد خسر الدنيا والآخرة " ك١٣٧ ".
ومن لا اخوان له فلا أهل له ومن لا اولاد له فلا ذكر له ومن لا عقل له فلا دنيا ولا آخرة ومن لا مال له فلا شي له " د٣٤ ".
فان الشجرة النابتة في السباخ المأكولة من كل جانب أمثل حالاً من الفقير الذي يحتاج إلى ما في ايدي الناس " ك١٣٧ ".
فالفقر رأس كل بلاء وداعية المقت إلى صاحبه وهو مسلبة للعقل والمروءة ومذهبة للعلم والادب ومعدن للتهمة ومجمعة للبلايا " ك١٣٧ ".
والفقر داعية إلى صاحبه مقت الناس وهو مسلبة للعقل والمروءة ومذهبة للعلم والادب ومعدن التهمة ومجمعة للبلايا " د٣٤ ".
ووجدت الرجل إذا افتقر اتهمه من كان له مؤتمناً واساء به الظن من كان يظن به حسناً فإن اذنب غيره كان للتهمة موضعاً " ك١٣٨ ".
فإذا افتقر الرجل اتهمه من كان له مؤتمناً وأساء به الظن من كان يظن به حسناً فان اذنب غيره اظنوه وكان للتهمة وسوء الظن موضعاً " د٣٤ ".
وليس من خلة هي للغني مدح الا وهي للفقير ذم. فان كان جواداً سمي مفسداً وان كان حليماً سمي ضعيفاً وان كان وقوراً سمي بليداً وان كان لسناً سمي مهذاراً وان كان صموتاً سمي عيياً " ك١٣٨ ".
وليس خلة هي للغني مدح الا وهي للفقير عيب. فان كان شجاعاً سمي اهوج وان كان جواداً سمي مفسداً وان كان حليماً سمي ضعيفاً وان كان وقوراً سمي بليداً وان كان لسناً سمي مهذاراً وان كان صموتاً سمي عيياً " د٣٤ -
٣٥ ".
وقرأت في كتاب للهند: ليس من خلة يمدح به الغني الا ذم بها الفقير فان كان شجاعاً قيل اهوج وان كان وقوراً قيل بليد وان كان لسناً قيل مهذار وان كان زميتاً قيل عيي " ع١:
٢٣٩ " فالموت اهون من الفاقة التي تضطر صاحبها إلى المسألة.... ولا سيما مسألة الاشحاء الادنياء اللؤماء " ك١٣٨ ".
فان الكريم لو كلف ان يدخل يده في فم التنين فيستخرج منه سُمّاً فيبتلعه كان اخف عليه من الطلب إلى اللئيم " ك١٣٨ ".
وقد قيل من ابتلي بمرض في جسده لا يفارقه او بفراق الاحبة والاخوان أو بالغربة حيث لا يعرف مبيتاً ولا مقيلاً ولا يرجو إياباً أو بفاقة تضطره إلى المسألة فالحياة له موت والموت له راحة " ك١٣٨ ".
وكان يقال: من ابتلي بمرض في جسده لا يفارقه أو بفراق الاحبة والاخوان أو بالغربة حيث لا يعرف مبيتاً ولا مقيلاً ولا يرجو اياباً أو بفاقة تضطره إلى المسألة فالحياة له موت والموت له راحة " د٣٥ ".
انه رب عداوة باطنة ظاهرها صداقة وهي أشد ضراً من العداوة الظاهرة " ك٢٣٤ ".
والعاقل يفي لمن صالح بما جعل له ويثق بذلك من نفسه ولا يثق ولا يثق لها بمثل ذلك من احد ولا يؤثر على البعد من عدوه ما استطاع شيئاً " ك٢٣٥ ".
فان العاقل إذا رجا نفع عدو اظهر له الصداقة وإذا خاف ضر الصديق اظهر له العداوة " ك٢٣٤ ".
وربما قطع المرء عن صديقه بعض ما كان يصله بفضله فلم يخف شره لأن اصل امره لم يكن عداوة " ك٢٣٤ -
٢٣٥ ".
فاما من كان اصل امره عداوة وتحدث صداقة لحاجة حملته على ذلك فأنه إذا ذهب الأمر الذي احدث ذلك صار إلى اصل امره كالماء الذي يسخن بالنار فإذا رفع عنها عاد بارداً " ك٢٣٥ ".