فتأهب للمسير إِلَى دَار قوم سكن الْوَادي وارتقب من بعْدهَا سفرا ثَالِث يجدونهم حادي لَا يزَال السّير يزعجهم بَين إصدار وإيرادي فَإِذا تمّ السرى نزلُوا فِي خُلُود خلدا وأيادي هَذِه مواسم الأرباح قَائِمَة فَهَل من رابح فِيهَا رضَا مَوْلَاهُ هَذِه نعم الله سابغة فَهَل شَاكر لله على مَا أولاه كم من مُؤَمل بُلُوغ مَا بلغتموه من الصِّحَّة والفراغ والمهل قبل أَن يبلغ عرى الْعَافِيَة الانفصام ومجنح شمس الْحَيَاة إِلَى الطِّفْل وَيَقُول الْقَائِل مَالِي لَا أرى فلَانا فَيُقَال انْتقل سروري سرى واصطباري رَحل وَقد رغبتم نجم سعدي أفل وَضَاقَتْ بِي الأَرْض من بعدكم تنكر لي سهلها والجبل وَمَا كنت أَحسب أَن البعاد سلع قلبِي فها قد قتل وَكنت أُؤَمِّل لقياكم فعز عَليّ بُلُوغ الأمل فَلَا تسمعوا قَول من قد وشاكم لم أطع فِيكُم من عذل ورقوا لمن قد براه السقام فَلَا يبْق فِي عدكم مُحْتَمل وَإِن كَانَ فِي الْحبّ لي من ذَلِك فَمَا زلتموا تغفرون الزلل تَعَالَى الله وَمَا أجل ذكره فِي أسماع المحبين من علو شَأْنه فِي قُلُوبهم يزجرون نُفُوسهم عَن دَعْوَى حبه وهم يعلمُونَ أَن حبه وهم يعلمُونَ أَن حبه أقرب الْوَسَائِل المدنية من قربه وَلَكِن لمعرفتهم بِهِ علمُوا أَن مُهُور محبته غَالِيَة على قدرهم فأمسكوا عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute