للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦ - من ثمرات الإيمان بالقدر: التسلية عن المصائب والابتلاء:

لان مصاحبة الإيمان واليقين أعظم مسل عنها ومهون لها، وذلك لقوة إيمانه، وقوة توكله، ولقوة رجائه بثواب ربه، وطمعه في فضله.

فأول ما يخفف الابتلاء والمصائب قضية الإيمان بالقضاء والقدر، فلا يجزع ولا يندب كندب الجاهلية، ولا يغضب عند النكبات والحوادث لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فتهون عليه المصائب ويكون دائماً متذكر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «قدر الله وما شاء فعل» (١).

٣٧ - من ثمرات الإيمان بالقدر: عدم الندم أو الحسرة على ما فات:

فالمؤمن لا ينوح على الماضي بالتندم والتحسر، لأن ذلك لن يرد عليه شيئاً مما فات، ولأنه إنما حصل على ما كتب الله له، ولا اعتراض على قدر الله ما دام قد وقع، ولكن له أن يعتبر، فيتوب من الخطأ أو الذنب، ولا يلدغ من جحر مرتين (٢).

٣٨ - من ثمرات الإيمان بالقدر: الاعتراف بفضل الله ومنته وطرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد:

فالمؤمن لا ينسب الخير إلى نفسه، بل إلى الله تبارك وتعالى، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك (٣). فلا يعجب بنفسه ولا يدلي بعمله لعلمه أن الله تعالى هو الذي تفضل عليه بالتوفيق والإعانة وصرف الموانع والعوائق، وأنه لو وكل إلى نفسه لضَعُف وعجز عن العمل (٤).

٣٩ - من ثمرات الإيمان بالقدر: عدم الاغترار بالعمل:

لأن المؤمن لا يدري ما نتيجة العمل، حتى الهداية، ما يدري ما نتيجتها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «والله إني لرسول الله لأدري ما يفعل بي ربي» قالت أم العلاء رضي الله عنها: وقد زكت عثمان ابن مظعون لما مات "أن الله قد أكرمك"، فقال لها رسول الله: «وما يدريك أن الله قد أكرمه»؟ فقالت: سبحان الله يا رسول الله، ومن يكرم الله إذا لم يكرمه؟ فقال لها رسول الله: «والله إني لرسول الله لأدري ما يفعل بي» (٥).

٤٠ - من ثمرات الإيمان بالقدر: الاعتراف بالذنب والخطاء:

فالعبد المؤمن ينسب إلى نفسه التقصير على الأبد ولا ينسبه إلى الله عز وجل. فإذا وقع في المعصية نسبها إلى نفسه، فحمله ذلك على الاستغفار والتوبة.


(١) سبق تخريجه ص ٣٦ حاشية رقم ٢.
(٢) أصول التربية الإسلامية ص ١٠٢.
(٣) عقيدة أهل السنة والجماعة، ابن عثيمين، ص ٤٧، الطبعة الثالثة، إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض، ١٤١٦ هـ.
(٤) التنبيهات اللطيفة، ص ٨٤.
(٥) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه (٣/ ١١٤ - فتح الباري).

<<  <   >  >>