٢ ومن الغريب أن ابن أبي داود، لشدة ولوعه بإيراد الروايات المختلفة في الموضوع الواحد مهما تتضارب، لا يكتفي بذكر هذه اللجنة الرباعية التي سماها البخاري، بل يتطوع بتسمية قوائم بلجان أخرى، منها لجنة ثنائية مؤلفة من زيد بن ثابت وسعيد بن العاص، ومنها لجنة ثنتا عشرية "انظر كتاب المصاحف لابن أبي داود، ص ٢٢، ٢٤، ٢٥". وكان هذا التضارب مادة صالحة للتعليق والتعقيب لدى المستشرق شفالي "انظر: "Schwally, Die Sammlung des Qorans, ll, ٥٠ Sqq" أما المستشرق بلاشير فلا يكتم استغرابه الشديد من ذكر ابن أبي داود اسم أبي بن كعب في إحدى اللجان مع أن المفروض أنه كان قد توفي قبل سنتين على الأقل. وهذا وهم تاريخي من بلاشير، لأنه يظن أن هذه اللجنة الناسخة للمصاحف إنما تألفت في حدود سنة ٣٠هـ"انظر: Blachere, Intr, au Coran ٥٣ في حين أن ابن حجر يقول: "وكان ذلك -أي: استنساخ المصاحف- في سنة خمس وعشرين. قال: وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين, ولم يذكر له مستندًا"الإتقان ١/ ١٠٢. ٣ وهنا يذهب الخيال الخصيب ببلاشير كل مذهب، فيسرف في وصف الرهط القرشيين الثلاثة "بالأرستقراطية"،كما وصف بها عثمان من قبل- وما ندري أي أرستقراطية يعني في ذلك المجتمع الإسلامي الوليد الذي لا تزال تعاليم الدين فيه غضة! -ويشير بعد ذلك إلى صلات=