للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونوع القياس:

القياس في هذا المثل من قياس الأولى الشمولي.

وقد تقدم أن قياس الأولى يكون شمولياً، ويكون تمثيلياً١.

وتقدم٢ بيان أن القياس الشمولي يشتمل على قضايا وأحكامٍ عامة تشمل سائر الأفراد المماثلة لما جاء في المثل. وأنه يستند إلى مبدإ شمول الأحكام للمتماثلات الذي تقضي به أصول الحقائق، فينتج أحكاماً عامة تشمل سائر الأفراد المماثلة لما جاء في المثل.

ويختلف قياس الأولى الشمولي عن سائر أنواع القياس الشمولي في أن تسرية الحكم فيه للمضروب له المثل لا تكون بدخوله كفرد من أفراده، وإنما باستحقاقه ذلك عن طريق الأَوْلى، بالقاعدة التي تقدم إيضاحها قريباً.

والقياس في هذا المثل من قياس العكس، وهو القياس القائم على التفريق بين المختلفات.

قال ابن القيم - رحمه الله - مبيناً نوع القياس في هذا المثل والمثل الذي ذكره الله بعده: "وهذان مثلان متضمنان قياسين من قياس العكس، وهو نفي الحكم


١ ص (١١٨) .
٢ ص (١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>