وهذه الفائدة تدل على أهمية تعلم التوحيد وتحقيقه لسلامة الإيمان وقوته، مما يوجب العناية بتعلّم ما ورد في الكتاب والسنة مما يتعلق بتوحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
الفائدة الرابعة: أن تفرد الله بالألوهية، هو الوصف الأساس في ثبوت المثل الأعلى لله تعالى، وكل الصفات الأخرى هي من خصائص الإله الحق تبارك وتعالى، ودالة عليه.
وتقدم١ أن الربوبية هي أخص أوصاف الإله الحق، وآثارها في الكون أكبر دليل على تفرده بالألوهية؛ وأن ذلك مراد أهل العلم بقولهم: الإقرار بتفرد الله بالربوبية يستلزم الإقرار بتفرده بالألوهية.
كما تقدم أن سائر صفات الكمال من خصائص الإله الحق، ويخبر بها عن اسمه تعالى (الله) الدال على اتصافه بالألوهية.
وأجمع الآيات التي تدل على هذا المعنى ما ورد في أواخر سورة الحشر، حيث بدأ بذكر اسمه (الله) الدال على ألوهيته سبحانه، ثم ذكر تفرده بها بقوله (لا إله إلا هو) ثم أخبر عن ذلك بجملة من أسمائه.