للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلاوة خاصة، حيث يتلذذون بسماع كلام محبوبهم الرحمن الرحيم، وذكر أسمائه وصفاته، وما أعده لعباده وأوليائه، من الكرامة في الدنيا والآخرة، وغير ذلك مما ينير لهم الطريق، ويبين لهم الحكم.

فيكسبهم سماع القرآن حالاً عجيباً، بينه الله تعالى بقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَآءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} ١.

في هذه الآية وصف الله عباده المؤمنين حقاً بصفتين:

الأولى: في قوله: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} .

"لما يفهمون منه من الوعد والوعيد والتخويف والتهديد تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف"٢.

ومن ذلك سماعهم لأسماء الله التي تبعث في القلب الخوف والخشية كالجبار، والقهار، والعزيز، ونحوها.

الثانية: في قوله: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} .


١ سورة الزمر (٢٣) .
٢ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٤/٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>