للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يذهب انقباض جلودهم وقلوبهم وتسكن وتطمئن عند سماع ما يذكره الله من ثوابه ورحمته وجنته١. ومن ذلك سماعهم لأسماء الله التي تبعث في القلب المحبة والرجاء، كالكريم، والمؤمن، والرحيم.. ونحوها.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في المراد بقوله {مَثَانِيَ} : "أي: تثنى فيه القصص والحكايات، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته.

وهذه من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب بمنزلة الماء لسقي الأشجار"٢.

وقد بيّن الإمام ابن كثير - رحمه الله - الفرق بين سماع عباد الله المتقين والأبرار وبين غيرهم من اللاهين والفجار، فقال: "فهم مخالفون لغيرهم من الفجار من وجوه:

(أحدها) : أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نغمات الأبيات من أصوات القينات.

(الثاني) : أنهم إذا تليتْ عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً


١ انظر: فتح القدير، للشوكاني (٤/٤٥٩) .
٢ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٦/٤٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>