للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأدب وخشية ورجاء ومحبة وفهم وعلم ...

(الثالث) : أنهم يلزمون الأدب عند سماعهم كما كان الصحابة رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله تعالى من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقشعر جلودهم ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله لم يكونوا يتصارخون، ولا يتكلفون بما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك، ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة"١.

ومما تقدم تبين الأثر العظيم لكتاب الله تعالى في إثارة الخوف والمحبة والرجاء لله تعالى في قلوب المؤمنين، وإقبال المؤمنين على كتاب الله يستمدون به من الله تلك الآثار المباركة وغيرها من الهدايات.

وهذه الفائدة تبين خطأ وضلال من ينتسب إلى الزهد والعبادة والذكر من جهال المتصوفة الذين لبّس عليهم الشيطان فأوهمهم أن أفضل مايحرك محبة الله في القلوب هو سماع وإنشاد القصائد الغزلية، التي يناجي فيها الشاعر محبوبته ويتغنى بجمالها وأوصافها.

ولم يزل بهم حتى أضافوا إليها الدفوف والمزامير والأصوات المطربة.

وتمادى ببعضهم الغي حتى فضل السماع بهذه الطريقة في إثارة كامن الحب لله تعالى على القرآن الكريم، وحشد الدلائل على ذلك،


١ تفسير القرآن العظيم، (٤/٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>