للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزخرف الشبهات١.

وبذلك نفقت سوق الأشعار والغناء بين مُدّعي العبادة والزهد، وأقبلوا عليها يحفظونها ويتقربون إلى الله بها بزعمهم، وصُرفوا بها عن السبع المثاني والقرآن العظيم، وذلك من جهلهم بالله العظيم.

فلو قام المثل الأعلى الاعتقادي في قلوبهم، لما ارتاحت نفوسهم ولا أنست قلوبهم إلا للمثل الأعلى العلمي المبين في الكتاب والسنة. الذي يحدثهم عن ربهم ومعبودهم الحق، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وأفعاله العظيمة، وسننه المباركة. ولوجدوا لذلك أعلى مراتب الأنس والبهجة واللذة. لذلك قال الله تعالى في ختام الآية: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَآءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} ٢.

الفائدة السادسة: أن ربوبية الله تعالى، وأفعاله المشاهدة في الكون هي أكبر دليل على تفرد الله بالمثل الأعلى، وأنه الإله الحق المستحق وحده للعبادة.

ومأخذ هذه الفائدة من دلالة السياق في السورتين اللتين ورد فيهما ذكر المثل الأعلى. وهما سورة "النحل"، وسورة "الروم".

فقد تقدم في تلخيص ما دل عليه سياق سورة "النحل" أنه تضمن


١ انظر: ما تقدم ص (٤٣٤) وما بعدها.
٢ انظر للاستزادة: إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان، (١/٣٤٤-٤٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>