للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بيان دلائل الحق على تفرد الله بالمثل الأعلى، وأنه إله واحد لا شريك له في ألوهيته أو ربوبيته وصفاته، وذلك بالإكثار من ذكر أسمائه وصفاته، وأفعاله، ومظاهر ربوبيته"١.

وورد في تلخيص ما دلّ عليه السياق في القسم الأول من سورة "الروم" أنه ركز "على ذكر الدلائل العقلية على إمكان البعث وكان محور الاستدلال على ذلك هي مظاهر ربوبية الله، وآثار أفعاله التي يشاهدها الناس، وذكر أهم خصائص الربوبية من تفرد الله بالملك، والأمر الكوني، والخلق والتدبير التي توجب لمن تأملها القطع بقدرة الله العظيمة على كل شيء، وأنه لا يعجزه شيء، ومن ذلك البعث بعد الموت"

وتقدم أن السياق في القسم الثاني من سورة "الروم" ذكر فيه بعض الأدلة العقلية على تفرد الله بالربوبية مما يوجب إفراده بالألوهية والتعبد.

والاستدلال بتفرد الله بالربوبية على تفرده بالألوهية، هو ما يعبر عنه أهل العلم بقولهم: الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الإقرار بتوحيد الألوهية.

بل إن ما يشاهد من آثار ربوبية الله يستلزم إفراده سبحانه بالألوهية وسائر أوصاف الكمال، لما تدل عليه أفعاله وما يشاهد من آثارها من قوة الله وعظمته وجماله وجلاله، وغيرها من مدلولات أسمائه الحسنى


١ تقدم في ص (٧٧٢) .
٢ تقدم ص (٨٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>