تعطي في مجموعها الوصف المعتبر والحكم المشترك بين المشبه والمشبه به.
ب- أن صورة الممثل به هي: حال شخص كائن في مكان مظلم في قاع بحر عظيم مضطرب الموج، قد حُجب الضوء عنه بحجب كثيرة: من السحاب، والموج المتلاطم على سطح البحر، والموج الداخلي، فلا ينفذ من هذه الحجب شيء من الضوء إلى قاع البحر.
كما دل المثل على أن هذه الحجب هي ظلمات تسهم مجتمعة في انعكاس الضوء وتكسره ثم ارتداده، مما يجعله عند حد معين لا ينفذ منه شيء إلى أسفل، ويكون ما تحته مظلماً ظلمة تامة. كما دل المثل على أن ذلك المكان في قاع البحر مع ظلمته المطبقة مكان مفزع مخوف، بسبب الظلمة وتلاطم الأمواج وترددها من فوقه.
ودل المثل على أن حاصل حال الممثل به هو: عدم قدرة الكائن في ذلك المكان على إِبصار طريق خلاصه وفكاكه، وأن أي فعل يفعله فهو تخبط وضلال وعمى، وأنه بعيد جداً عن مصدر النور، ولا طريق له إليه مع وجود تلك الحجب، وذلك البعد السحيق.
جـ- أن الممثل له هو: حال قسم من الكفار، أحاطت بهم الظلمات من كل جانب، فقلوبهم مغمورة في بحر عميق واسع من الجهالة والكفر والضلالة والفساد، مظلمة ظلمة تامة، بعيدة جداً عن مصدر الهدى والنور الإِلهي، بسبب حجب حجبتها عنه، من أهمها: ظلمة الجهل الناتج عن التكذيب والإعراض عما أنزل اللَّه من الآيات البينات، وظلمة