للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: ضرب الأمثال لغرض الإقناع بذكر محاسن الحق والترغيب فيه، وذكر قبائح الباطل والتنفير منه.

هذا الغرض قد استأثر بحظ وافر من أمثال القرآن الكريم، فكثير من الناس قد ينخدع بظاهر الأمر دون أن يسبر غوره، ويتعرف على خفاياه، فإذا كشفت له تلك المساوئ المستورة ومثلت له بمثال معقول مطابق، اقتنع به واستدل به على الحكم الصحيح الذي يجب أن يصير إليه من معرفة حقيقة ذلك الأمر، وعدم الانخداع بظواهره الخلابة.

ومن الأمثال التي تهدف إلى الإِقناع بالحق عن طريق ذكر محاسنه ومزاياه ما ورد لتصوير حال الموحد من اطمئنان نفسه ووضوح الرؤية لديه، وثباته على الصراط المستقيم، واستمساكه بالعروة الوثقى، كما في قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ١.

وقوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ لِلنّاسِ


١ سورة البقرة الآية رقم (٢٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>