للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والإِيمان الثقة، وما آمَن أن يجده صاحبه أي ما وثق"١.

وقال صاحب "القاموس المحيط":

"والإِيمان الثقة وإِظهار الخضوع"٢.

فالإِيمان إذاً يطلق على فعل المُخبَر الذي يأمن المُخبِر، مما يؤدي إلى تصديق لخبره، يصاحبه ثقة في المُخِبر، واطمئنان له، وخضوع وانقياد لمدلول الخبر إذا كان يستلزم ذلك.

وعلى هذا فإِن تفسير لفظ الإِيمان بالإِقرار أكثر مطابقة لمعناه.

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه اللَّه -:

"ولفظ إِيمان قيل أصله التصديق، وليس مطابقاً له، بل لا بد أن يكون تصديقاً عن غيب، وإلا فالمخبر عن مشهود ليس تصديقه إِيمانا، لأنه من الأمن الذي هو الطمأنينة ... وقيل: بل هو الإِقرار، لأن التصديق إِنما يطابق الخبر فقط، أما الإِقرار فيطابق الخبر والأمر ... "٣.

وقال - أيضاً -:

"ومعلوم أن الإِيمان هو الإِقرار، لا مجرد التصديق، والإِقرار ضمن


١ جمال الدين محمد بن منظور المصري، (١٣/٢٦) ، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، (١٩٥٦م) .
٢ محمد بن يعقوب الفيروزأبادي، كتاب ترتيب القاموس المحيط للطاهر أحمد الزاوي، (١/١٨٢) عيسى البابي الحلبي، الطبعة الثانية.
٣ مجموع الفتاوى، (٧/٦٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>