للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول القلب الذي هو التصديق، وعمل القلب الذي هو الانقياد"١.

فشيخ الإِسلام - رحمه اللَّه - يرجح تفسير لفظ الإِيمان، بالإقرار القلبي الذي يتضمن مع التصديق عملاً قلبياً مناسباً. وقد ورد التعبير بلفظ الإِقرار على الإِيمان القلبي.

قال الراغب الأصفهاني - رحمه اللَّه -:

"والإِقرار إثبات الشيء ... وقد يكون ذلك إثباتاً إِما بالقلبِ، وإِما باللسانِ، وإِما بهما. والإِقرار بالتوحيد وما يجري مجراه لا يغني باللسان ما لم يُضامُّه الإِقرار بالقلب، ويضاد الإِقرار الإِنكار"٢.

ثم ذكر شواهد ذلك في القرآن الكريم، وهي:

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ٣.

وقوله - سبحانه -:

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَآ آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا


١ مجموع الفتاوى، (٢/٦٣٧) .
٢ المفردات في غريب القرآن، (٣٩٨) .
٣ سورة البقرة الآية رقم (٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>