للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكمه على تلك الآلهة والمعبودات من دون اللَّه بأنها باطلة وعلى كل عبادة صُرفت لغير اللَّه بأنها باطلة، وذلك في أي مكان أو زمان كان، وهذا هو أصل الكفر بالطاغوت، وهو براءة من الشرك وأهله.

ودلالة الإِثبات:

هي استثناء اللَّه - عز وجل - من الحكم الذي دل عليه النفي، وإثبات أنه سبحانه هو الإِله الحق، المستحق وحده للعبادة، وأن كل عبادة صرفت له هي العبادة الحق.

وهذا هو أصل الإِيمان باللَّه، المتضمن لأصل التوحيد، بالإقرار بتفرد اللَّه بالألوهية، واستحقاق العبادة، الذي يُسمَّى بتوحيد الألوهية.

فيكون معنى "أشهد أن لا إِله إلا الله" هو:

أقر إِقراراً جازماً، وأحكم حكماً قاطعاً على كل من زُعم أنه إله، أو صُرفت له عبادة سوى اللَّه عز وجل بأنه باطل، وعبادته باطلة، وأن اللَّه وحده هو الإِله الحق، المستحق وحده للعبادة. وهذا المعنى هو الذي يقصده أهل العلم عندما يفسرونها بقولهم: "لا معبود بحق إلا الله".

والمتشهد يعلم بهذا الإِقرار أن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير اللَّه تعالى ظلم عظيم وشرك به سبحانه، كما يلزم لتحقيقها أن يعرف معنى العبادة، وأنواعها، لكي لا يصرف شيئاً منها لغير اللَّه وهو لا يشعر أن ذلك عبادة له.

ومما تقدم يتبين أن الإِقرار بشهادة أن لا إله إلا اللَّه يتضمن أمرين

<<  <  ج: ص:  >  >>