للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلوات اللَّه وسلامه - فإِنه يكون جاهلاً بالمشهود له في كِلْتا الشهادتين ولا تصحان منه.

المعرفة المجملة بمعنى الكلمة: "محمد رسول اللَّه":

بعد أن يعرف العبدُ المشهودَ له الذي دل عليه المبتدأُ في قولنا: "محمد رسول اللَّه" أو اسم (أنّ) في شهادة أن محمداً رسول اللَّه، وهو رسول اللَّه محمد صلى الله عليه وسلم، ينبغي أن يعرف ما يدل عليه الخبر "رسول اللَّه".

وأقل ما يلزمه من ذلك لصحة النطق بالشهادة ما يلي:

١- معرفته بدلالة قوله: "رسول اللَّه" من أن اللَّه أوحى إليه، وأنه يبلغ عن اللَّه، فهو صادق في كل ما أخبر به عنه - سبحانه - كما يدل على ذلك قوله تعالى:

{وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} ١.

ويعرف أنه مرسل للناس كافة، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين٢.


١ سورة النجم الآيتان (٣-٤) .
٢ اعتقاد عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والرسل، وشريعته ناسخة لجميع الشرائع السابقة، لازم لسلامة شهادة أن محمداً رسول اللَّه، إذ لو شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، لكن زعم أنه للعرب خاصة لم يقبل منه، كطائفة العيساوية من اليهود. وكذلك لو جَوَّز بعثة رسول بعده كما يعتقده القاديانيون، أو اعتقد أنه يسعه الخروج عن شريعته كما يزعمه الباطنيون وغلاة الصوفية. لكن إِن نطق بالشهادتين، ودخل في دين اللَّه، دون أن يدور في خلده عموم الرسالة أو كونه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، ولم يأت بما يناقض ذلك، فعقده صحيح، إلا أنه على نقص خطير، وجهله بتلك الأمور قد يسبب له الوقوع في شيء من تلك الأفكار المنحرفة أو يعتقد صحتها، مما يقدح في عقده أو يبطله.

<<  <  ج: ص:  >  >>