للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال بعض الحكماء حيثما ذكر الله تعالى القلب فإشارة إلى العقل والعلم نحو:

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} ١، وحيثما ذكر الصدر فإشارة إلى ذلك، إلى سائر القوى من الشهوة والهوى والغضب ونحوها"٢.

ولا شك أن الشهوة والهوى والغضب ونحوها تكون في القلب.

والمتتبع للآيات التي ورد فيها إسناد شيء من الوظائف الإنسانية أو الإيمانية إلى الصدر يجد أن المفسرين يرجعونها إلى ما في القلب.

ومن أمثلة ذلك: قول الله تعالى {ويشْفِ صدورَ قومٍ مؤْمنينَ} ٣.

قال ابن جرير - رحمه الله -: "يقول: ويبرئ داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله، بقتل هؤلاء المشركين بأيديكم، وإذلالكم وقهركم إياهم، وذلك الداء هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم من الأذى والمكروه"٤.


١سورة ق آية (٣٧) .
٢المفردات في غريب القرآن، ص (٢٧٦) .
٣سورة التوبة آية (١٤) .
٤جامع البيان، (٦/٣٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>