للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "فتأويل الكلام: {الزُّجَاجَةُ} وهي صدر المؤمن، {كَأَنَّهَا} يعنى كأن الزجاجة ... {كَوْكَبٌ} يقول: في صفائها وضيائها وحسنها.

وإنما يصف صدره بالنقاء من كل ريب وشك، في أسباب الإيمان بالله، وبعده من دنس المعاصي، كالكوكب"١.

ولا شك أن الخلوص والنقاء من الشك والريب والكفر، والاستنارة بنور القرآن، والانتفاع بالعلم والمواعظ، إنما هي من أعمال القلوب.

وخلاصة القول في المراد بالزجاجة:

أن الزجاجة تقابل أعمال القلب ووظائفه: كالمعتقدات، والإرادات، والعواطف والانفعالات، وأن النور سطع وتلألأ عليها كما تتلألأ الأنوار على الكوكب الدري، والزجاجة الصافية. فاكتسب القلب لذلك البصيرة في تعقله وأعماله.

وظهرت آثار ذلك النور على سمع المؤمن وبصره ولسانه، واستنارت أعماله الظاهرة وأقواله وسائر أحواله.

ثالثاً: المصباح ووقوده:

المصباح - كما تقدم في بيان الممثّل به - يتكون من:

١- فتيلة قابلة لسريان الزيت واشتعاله عليها.


١ جامع البيان، (٩/٣٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>