للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- الزيت الذي يوقد منه.

٣- شعلة متقدة مضيئة.

فهذه ثلاثة أجزاء في المصباح يقابلها ثلاثة أمور في القلب.

وقد تقدم في المطلب السابق أن:

١- الزيت الذي هو وقود المصباح يقابله العلم بما نزل من الوحي. وكلاهما نور يَكَاد يضيء قبل أن يُضاء.

٢- شعلة المصباح تقابل نور الإيمان الذي يجعله الله في قلب عبده، وكلاهما نور مضيء مزهر.

وبقي أن نعرف ما يقابل الجزء الثالث وهو الفتيلة.

لم أقف على من نص على تحديد ما يقابل الفتيلة في الممثّل له، إلا أن الأقرب - والله أعلم - أنها تقابل الفطرة. وذلك للاعتبارات الآتية:

١- ورد عن بعض العلماء ما يفيد أن الفطرة معتبرة في المثل، من ذلك قول ابن كثير - رحمه الله -: "فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى، وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه"١.

ومن ذلك قول ابن القيم - رحمه الله -: "والنور على النور، نور الفطرة الصحيحة والإدراك الصحيح، ونور


١تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، (٣/٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>