للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ الوحي والكتاب١، فينضاف أحد النورين إلى الآخر فيزداد العبد نوراً على نور"٢.

٢- التشابه بين دور الفطرة في القلب، ودور الفتيلة في المصباح.

وذلك أن الفتيلة يُراعى فيها عند صنع المصباح أن تكون ملائمة من حيث قابليتها لسريان الزيت فيها، واشتعالها به، ولكونها من جهة قد يطرأ عليها ما يفسدها أو يمنع من اتقادها، وهي بذلك تشبه الفطرة، حيث إن الفطرة في عمومها٣ هي: أن القلب بأصل خلقه قابل مهيأ لمعرفة الحق وقبوله وإرادة الخير، وقد يطرأ عليها ما يفسدها ويمنع من قبولها للحق.

قال ابن القيم- رحمه الله- مبيناً ذلك: "أنه إذا ثبت أن في الفطرة قوة تقتضي طلب معرفة الحق وإيثاره على ما سواه ... فلقد ركز في فطرته الإقرار بالخالق، وهو التوحيد، ومحبة القصاص وهو العدل، وإذا ثبت ذلك ثبت أن نفس الفطرة مقتضية لمعرفته سبحانه ومحبته وإجلاله وتعظيمه والخضوع له من غير تعليم ولا دعاء إلى ذلك، وإن لم تكن فطرة كل أحد مستقلة بتحصيل ذلك، بل يحتاج كثير


١تقدم الكلام على المراد بالنورين، ص (٣٠٢) .
٢اجتماع الجيوش الإسلامية ص (٨) .
٣سيأتي مزيد إيضاح لحقيقة الفطرة عند الكلام على فوائد المثل.

<<  <  ج: ص:  >  >>